كأي فتاة موريتانية، عادت "سلمة بنت محمد ولد عبدالله"، إلى موريتانيا قبل سنة برفقة والديها، لتتزوج، وانتقلت إلى مدينة كيرو، حيث أقيم حفل زواجها على ابن عمها المختار السالم ولد عبدالله، كان الأمر عادياً جداً، بل ومحبباً على الطريقة التقليدية الموريتانية، ومضت الأمور عادية..وعادت "سلمة" إلى إسبانيا قبل ثلاثة أشهر، والتحقت بوالديها، لتتابع دراستها. وفي نهاية شهر مايو الماضي، سافر المختار السالم إلى أوروبا قاصداً ألمانيا في رحلة عمل ضمن نشاطه التجاري الذي يمارسه، وقرر المرور بإسبانيا حيث زوجته وأسرة عمه، وأمضى ثلاث ليال في ضيافة الأسرة، لكن حدث ما لم يخطر بباله. فسلمة الفتاة الصغيرة التي نشأت وترعرعت بين والديها، اللذين حرصا على الحصول لها على جنسية بلدها موريتانيا، رغم أنها ولدت في إسبانيا، كانت تعيش في مؤامرة، راحت أسرتها ضحية لها.فقد ذهبت يوم الأحد 3 يونيو الماضي، إلى أسرة إسبانية تربطها علاقات صداقة قوية جداً مع أسرتها، لتزور صديقتيها "ركيل"، و"وميركه"، وهناك قضي الأمر ونفذت مؤامرة قذرة، ولم تغرب شمس ذلك اليوم إلا والأب والأم والزوج في مخفر الشرطة، قبل أن يفرج عن الأب محمد ولد عبدالله في حرية مؤقتة، بينما ألقي بالأم حواء بنت الشيخ، والمختار السالم ولد عبدالله زوجها في غياهب السجن؛ انتظاراً لمحاكمتهما بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصر، وبيعها!وشنَّت الصحافة الإسبانية حملة شعواء ضدهم، واتهمتهم بالضلوع في جريمة بيع فتاة قاصر، والاعتداء عليها جنسياً، بينما يتعلق الأمر بزواج فتاة وفقاً للطريقة الإسلامية، وتبعاً للأعراف والتقاليد الموريتانية. ملابسات: وحول ملابسات القضية قال والد "سلمة" لصحيفة "أخبار نواكشوط" اليومية: "ابنتنا كأي بنت موريتانية، تزوجت من ابن عمها المختار السالم في موريتانيا، وقبل ثلاثة أشهر عادت إلى إسبانيا لمواصلة دراستها والإقامة مع أبويها، ولها صديقات هن بنات أسرة كانت جاراً لنا على مدى سنوات عديدة، وتربطنا بهم صداقات قوية، لدرجة أن والدتها كانت حين تدخل المستشفى، تضطر لتركها عند تلك الأسرة، ومؤخراً وصل الزوج إلى إسبانيا في طريقه إلى ألمانيا، التي كان ينوي السفر إليها في إطار نشاطه التجاري، وبعد ثلاثة أيام من وصوله، خرجت البنت إلى صديقتيها "ركيل"، و"ميركه"، وفي المساء اتصلت والدتها على تلك الأسرة لتسأل عن البنت، فأخبروها أنها ذهبت إلى المستشفى دون أن يعطوها أية تفاصيل، وبالطبع أسرعت الأم نحو المستشفى بحثاً عن ابنتها، التي أخضعت هناك لفحوصات طبية، لا ندري حتى الآن من طلبها ومن أمر بها، ولما وصلت إلى المستشفى أخبروها أن الشرطة ذهبت بابنتها، فتوجهت إلى مركز الشرطة للاستفسار عما يحصل لابنتها، لكن الشرطة اعتقلتها فور وصولها إلى المركز، وأرسلت دورية لاعتقال زوج البنت في المنزل، واعتقالي قبل أن يفرج عني، كل ذلك تم يوم الأحد وهو عطلة رسمية في إسبانيا".
جريمة صحفية
جريمة صحفية
ويواصل الوالد: لدينا معلومات مفادها أن الأمر يتعلق بمؤامرة دبرت مسبقاً، فقد علمنا أن إحدى الصحف المحلية تحدثت عن الموضوع يوم 14 مايو، أي قبل وصول الزوج إلى إسبانيا، أضف إلى ذك أن البنت كانت طبيعية ولم تشك لأمها ولا لأي أحد من شيء.. بل أصدرت السلطات قراراً بضم ابنتنا إلى أسرة جيراننا، وأصدر القاضي قراراً بمنع أهلها من لقائها، وحتى أنا غير مسموح لي بالاقتراب منها أكثر من خمسمائة متر، أو محاولة الاتصال بها". ويضيف والد الفتاة: "على السلطات الإسبانية أن تدرك أن الزواج إذا كان جريمة فإنه لم يتم على أراضيها، والبنت التي يقولون إنهم ينتصرون لها، ليست لديها جنسية إسبانية، فلماذا يتدخل القضاء الإسباني في هذه القضية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق