على الطريق الرابط بين أكبر ميناء في موريتانيا والعاصمة نواكشوط وعلى بعد أمتار قليلة من مطاحن نواكشوط الكبرى، تجلس العجوز "مامه بنت أسويلم" وقد خلفت وراءها عقدها الخامس بحثا عن رزق تسوقه الأقدار من فوق متن الشاحنات القادمة من الميناء إلى مخازن الأغذية وسط العاصمة مع العشرات من بنات جلدتها القادمات من حي"الدار البيضاء" الفقير .وعلى الجانب الأيمن تجلس حفيدتها الصغيرة "تسلم" وقد هدها الجوع وهى تتناول شربة ماء كلما أحست بالجوع وتطالب الوالدة بالعودة إلى الحي بعدما أجهدهما التعب وتوقفت الرياح وارتفعت درجة الحرارة في سماء نواكشوط، لكن الوالدة غير مستعجلة بأمر العودة فليس في الحي الفقير النائي ما يغرى ربات الأسر، هذا على الأقل ما استشفيناه من حديث مطول مع الوالدة حاولت خلاله التأدب معنا والتركيز على الأسئلة التى كنا نوجهها من وقت لآخر رغم أزيز الشاحنات وما قد تحمله الرياح لفقيرة معدمة قررت هجر منزلها إلى الشارع بحثا عن قمح يتساقط مع منعرجات الطريق من وقت لآخر كلما مرت شاحنة قادمة من الميناء.
مامه بنت اسويلم عجوز سمراء من ضحايا السنوات السود في موريتانيا جربت العبودية في مطلع شبابها وهجرت الريف إلى العاصمة نواكشوط بحثا عن نسيم حرية قد تحمله لها فضاءات المدينة ولقمة عيش أجبرتها نوازع الحرية على البحث عنها خارج بوتقة الأسياد السابقين.في مقاطعة "الميناء" تمركزت مع العشرات من بنات جلدتها وفى المقاطعة المكتظة بالسكان عاشت لسنوات طويلة على أحلام التمتع بحياة المدينة، وفيها أنجبت وبأبنائها تتمتع اليوم كما تقول رغم ضيق ذات اليد وشغف العيش وهجر بعض الأبناء بسبب ظروفهم الصعبة للحى الفقير.استفادت كالعشرات من قطع أرضية منحتها الدولة الموريتانية للمبعدين من مقاطعة الميناء أو المرحلين منها في حراك اجتماعي أملته مقتضيات العصرنة وفرضته حاجة المقاطعة لكنها لم ترحل إلى مكان صالح للعيش- كما تقول- فقد تم تحويلها إلى حي "الدار البيضاء" حيث يفتقد الحي الجديد لأبسط مقومات الحياة ..الماء..الكهرباء..النقل..الأسواق..الشوارع ..لكنها تحمد الله على أن الحي الجديد وفر لها فرصة للاستقرار في المدينة وشيخ محظرة تطوع بتدريس أبناء الحي الفقير الذي يعتبر الأرقاء السابقين أغلب ساكنته.
عن رحلتها مع "ميناء نواكشوط" ويوميات العمل تقول "مامه بنت اسويلم" للأخبار :"لقد تأخرت في الوصول إلى المنطقة لعدة أشهر بعد اكتشافنا للمورد الوحيد لنا اليوم لكن كانت لدى صديقة أخبرتني بأن نساء الحي اكتشفن فرصة عمل جديدة تتمثل في التمركز قبالة المنعطفات الموجودة على الطريق الرابط بين ميناء نواكشوط و مخازن الأغذية التابعة للدولة أو لتجار المواد الغذائية، وأن الريح عادة ما تحمل بعض حبوب القمح من فوق الشاحنات إلى الأرض وبدلا من أن تترك للحمام البرى باتت تشكل مصدر رزق كريم لعدد من العائلات من خلال جمع الأتربة وتصفية حبات القمح منها وبعد الصبر على العملية أياما يتمكن الشخص من جمع عدة كيلوغرامات من القمح تكفى لإطعام أسرة لأيام.وتضيف :" كانت العملية في البداية صعبة وشاقة، الطريق طويل ،والزاد معدوم وحمل المياه على الأعناق يتعبنا قبل بداية جمع حبوب القمح، كما أن عملية التصفية تحتاج الكثير من الوقت والمبيت في المنطقة شاق بفعل البرودة والخوف من اللصوص خصوصا وأننا جميعا من النساء.لكنها تستدرك قائلة: " الحمد لله ..هكذا الحياة تعب ونصب ولكن القليل مع العافية يكفى والأرزاق بيد الله ..اللقمة الحلال أفضل من كثير الحرام ".تمتلك "مامه بنت اسويلم" وكما تقول في حديثها للأخبار خباءين نصبا على منعطفين ثانويين بينما تمتلك رفيقاتها عدة أخبية في أماكن متقدمة من الطريق وهو ما يجعل حظوظهن في الحصول على كميات من القمح المتساقط على الطريق أكبر لكنها مع ذلك راضية بعملها الذي تمارسه منذو سنتين.وعما تتلقاه هي ورفيقاتها من مساعدات من الحكومة تقول "مامه بنت أسويلم" للأخبار منذ فترة ولم أستمع إلى الإذاعة لكنني سمعت عن "تعاونيات" تلقت مساعدات لكن وكما تعلمون في موريتانيا الفقراء آخر من يستفيد نسمع بذلك لكن والله ما استفدت منه رغم جوع عيالي ". وتتابع بلهجة حسانية أبلغ تعبيرا عن واقعها المتردي ("ذاك شاكيت ألا المولان يعلم أم لعباد ما يعول أعليهم")
مامه بنت اسويلم عجوز سمراء من ضحايا السنوات السود في موريتانيا جربت العبودية في مطلع شبابها وهجرت الريف إلى العاصمة نواكشوط بحثا عن نسيم حرية قد تحمله لها فضاءات المدينة ولقمة عيش أجبرتها نوازع الحرية على البحث عنها خارج بوتقة الأسياد السابقين.في مقاطعة "الميناء" تمركزت مع العشرات من بنات جلدتها وفى المقاطعة المكتظة بالسكان عاشت لسنوات طويلة على أحلام التمتع بحياة المدينة، وفيها أنجبت وبأبنائها تتمتع اليوم كما تقول رغم ضيق ذات اليد وشغف العيش وهجر بعض الأبناء بسبب ظروفهم الصعبة للحى الفقير.استفادت كالعشرات من قطع أرضية منحتها الدولة الموريتانية للمبعدين من مقاطعة الميناء أو المرحلين منها في حراك اجتماعي أملته مقتضيات العصرنة وفرضته حاجة المقاطعة لكنها لم ترحل إلى مكان صالح للعيش- كما تقول- فقد تم تحويلها إلى حي "الدار البيضاء" حيث يفتقد الحي الجديد لأبسط مقومات الحياة ..الماء..الكهرباء..النقل..الأسواق..الشوارع ..لكنها تحمد الله على أن الحي الجديد وفر لها فرصة للاستقرار في المدينة وشيخ محظرة تطوع بتدريس أبناء الحي الفقير الذي يعتبر الأرقاء السابقين أغلب ساكنته.
عن رحلتها مع "ميناء نواكشوط" ويوميات العمل تقول "مامه بنت اسويلم" للأخبار :"لقد تأخرت في الوصول إلى المنطقة لعدة أشهر بعد اكتشافنا للمورد الوحيد لنا اليوم لكن كانت لدى صديقة أخبرتني بأن نساء الحي اكتشفن فرصة عمل جديدة تتمثل في التمركز قبالة المنعطفات الموجودة على الطريق الرابط بين ميناء نواكشوط و مخازن الأغذية التابعة للدولة أو لتجار المواد الغذائية، وأن الريح عادة ما تحمل بعض حبوب القمح من فوق الشاحنات إلى الأرض وبدلا من أن تترك للحمام البرى باتت تشكل مصدر رزق كريم لعدد من العائلات من خلال جمع الأتربة وتصفية حبات القمح منها وبعد الصبر على العملية أياما يتمكن الشخص من جمع عدة كيلوغرامات من القمح تكفى لإطعام أسرة لأيام.وتضيف :" كانت العملية في البداية صعبة وشاقة، الطريق طويل ،والزاد معدوم وحمل المياه على الأعناق يتعبنا قبل بداية جمع حبوب القمح، كما أن عملية التصفية تحتاج الكثير من الوقت والمبيت في المنطقة شاق بفعل البرودة والخوف من اللصوص خصوصا وأننا جميعا من النساء.لكنها تستدرك قائلة: " الحمد لله ..هكذا الحياة تعب ونصب ولكن القليل مع العافية يكفى والأرزاق بيد الله ..اللقمة الحلال أفضل من كثير الحرام ".تمتلك "مامه بنت اسويلم" وكما تقول في حديثها للأخبار خباءين نصبا على منعطفين ثانويين بينما تمتلك رفيقاتها عدة أخبية في أماكن متقدمة من الطريق وهو ما يجعل حظوظهن في الحصول على كميات من القمح المتساقط على الطريق أكبر لكنها مع ذلك راضية بعملها الذي تمارسه منذو سنتين.وعما تتلقاه هي ورفيقاتها من مساعدات من الحكومة تقول "مامه بنت أسويلم" للأخبار منذ فترة ولم أستمع إلى الإذاعة لكنني سمعت عن "تعاونيات" تلقت مساعدات لكن وكما تعلمون في موريتانيا الفقراء آخر من يستفيد نسمع بذلك لكن والله ما استفدت منه رغم جوع عيالي ". وتتابع بلهجة حسانية أبلغ تعبيرا عن واقعها المتردي ("ذاك شاكيت ألا المولان يعلم أم لعباد ما يعول أعليهم")
سيد أحمد ولد باب _ نواكشوط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق