الجمعة، ٢٣ يناير ٢٠٠٩

من حياتنا المتواضعة فى "أكدرنيت" ولمدن




وأخيرا ترجل صيام


نواكشوط - موريتانيا
بروح المؤمن وقناعة المجاهد وعزيمة الجندى وهمة القائد عاش وزير الداخلية الفلسطينى الشيخ صعيد صيام رحلة طويلة أمتدت بين المنفى والسجن والوزارة كانت كلها حافلة بالعطاء شأنه ككل القادة الكبار فى زمن تراجعت فيه النخوة العربية وأنتهت فيه كل معانى الإنسانية بفعل الحكام المتحجرين والغرب الكافر المتمالئ।
كان شيخنا سعيد صيام وهو ابن الحركة الإسلامية المقاومة (الأخوان المسلمون) يتمثل ولو من دون لفظ قول القائل :
ربى أن حانت وفاتى فلاتكن على خضر

كان يرددها صادقا موقنا بجزاء الله لأوليائه فنال شرف الشهادة كما تمنى فى "معركة الفرقان" التى أراد الله ممحصة لأوليائه مميزة لعباده الصالحين،كاشفة سوءة المتخاذلين حينما ناد المنادى "حى على الجهاد" فأنحاز إلى جماهير شعبه مقاوما مع غيره من أبناء شعبه الصابر ،مستبسلا فى الدفاع عن غزة هاشم بينما أخلد آخرون إلى الأرض ورضوا بالحياة الدنيا وأطمئنت إليها أنفسهم وأختاروا طريق الخاسرين فى الدينا والآخرة .

ترجل الفارس ومعه ترجل الشقيق الوفى والإبن البار وآخرين أختاروا طريقهم بعناية ملتحقين بكوكبة من الشهداء خطت بأرواحها الزكية طريق الكرامة وروت بدمائها الطاهرة ثرى فلسطين معلنة إنتهاء زمن الهزائم الذى طال ما بشر به الحكام العرب ونظرت له النخب المستلبة وروج له الغرب الكافر ضمن مشروع حرب صليبية أنفضح زيف إدعاء قادتها فى معركة "الفرقان" حينما شاركوا فى الحرب تسليحا ودعما وتوفيرا للغطاء السياسي وإعطاء فى المهل من واشنطن ولندن ورام الله والقاهرة وراهنوا خاسرين على كسر شوكة المقاومة ونسو أنهم بأفعالهم تلك يصنعون ألف سعيد وإن رحل منا ألف شهيد.

ترجل الفارس سعيد صيام ومن قبله ترجل الشيخ القائد نزار ريان ومدير أمنه توفيق جبر ضمن كوكبة من الشهداء،زاهدا فى الدنيا مقبلا على الله واثقا من وعده "النصر أو الشهادة" ليكون أول وزير داخلية عربى يستشهد حاملا سلاحه فى ساحة المعركة بينما يرضى آخرون من نظرائه بصالونات فاخرة وتقارير مفبركة عن صلاة فلان وتحركات علان مكرسين جهودهم لخدمة سلطان جائر أو عدو فاجر أو قمع شيخ أو إمرأة لبت نداء الواجب أو تلويحا بالعصى فى وجه المتضامنين مع إخوانهم فى عزة أو العراق أو أفانستان!!

رحمك الله ياشيخنا وأسكنك فسيحة جناته إنا لله وإنا إليه راجعون أنتم سلفنا ونحن الخلف والبركة فى آخر قادة الأمة الصامدين الصابرين فى غزة والضفة والنصر حليف المقاومين بعون الله والخزة للمتآمرين.

الأحد، ١١ يناير ٢٠٠٩

غزة والقادة العرب .. آفاق النصر وعنوان الهزيمة



سيد أحمد ولد باب _ كاتب صحفى موريتانى ouldbaba2007@gmail.com
سيد أحمد ولد باب _ نواكشوط (*)بصدورهم العارية يتقدم مئات الشبان المسلمين ومئات الشيوخ المقاومين إلى الجبهة الأمامية فى القطاع المحاصر والمجوع من قبل مصر والإحتلال ليدافعوا عن آخر معاقل الكرامة الإنسانية والجبهة المتقدمة فى مواجهة العدوان الأمريكى والإسرائيلى وسط انكشاف آخر أوراق التوت عن الزعامات العربية التى أنشعلت بالتبويس عن مرابع العزة والكرامة.بحناجرهم البحة وعلى أقدامهم الحافية يتقدم مئات الشبان وعشرات الشيوخ و النساء فى موريتانيا دعما للأهل فى القطاع واستنكارا للمؤامرة العربية العبرية على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رأس الحربة فى مواجهة الإحتلال بينما يجلس الجنرالات والعقداء ونوابهم فى انتظار اكتمال المؤامرة معبرين عن إرادة أمة ماتت يوم مات الشرفاء!!.لم تشفع للجنرال عزلته الدولية واغتصابه للشرعية وتزلف العشرات من النواب والأحزاب والصحفيين والأئمة وغطرسة العدو الصهيونى فى مواجهة أطفال غزة ونساء غزة ليقول كلمة واحدة "أدين ..أشجب ..الخ" أما قطع العلاقات الموريتانية الإسرائلية فهو شرف يحتاج إلى شرفاء وشرعية سياسية لايسعى لها المنقلبون على الشرعية الدستورية وموقف عز لايعطيه الله لغير الموفقين فى الدينا والآخرة حتى ولو عمت التسريبات عناوين الصحف ومجالس السوء التى طالما روجت لإستحالة قطع تلك العلاقات ..ببساطة لأن الجنرال وأعوانه أعجز من اتخاذ قرار قد يرضى الله ويثلج صدور المؤمنين.قد يقول قائل إن فى الأمر تحامل على المجلس العسكرى الحاكم والداعمين له وهم من بادر إلى استدعاء السفير الموريتانى من "تلابيب" أو عسقلان (لا أدرى ) لكننى متيقن أنها خطوة ما أريد بها وجه الله وإنما لتخفيف أعباء ميزانية شحت مصادرها وتوفير جو أمان لسفير مرعوب يخاف بوائق الزمن المتقلب فى ظل الوضع المنفجر فى الشرق الأوسط.وإلا فبم تفسرون إصرار الجنرال وأعوانه على علاقات يرفضها الطلاب ويتظاهرون من أجل قطعها، وتأباها الأحزاب وتتوحد للدفاع عن فلسطين المكلومة ببقائها، ويفتى العلماء بحرمة إقامتها، ويكسر الفانون أدواتهم حزنا على استمرارها ،ويكتب الصحفيون طلبا لطرد السفير الذى يعتبر عنوان بقائها..ويتظاهر وزراء الحكومة والولاة والحكام رفضا لها!!! لا أفهم .. عنوان الهزيمة حينما يجلس عباس فى أنيويرك ليحتسي الكؤوس مع "رايس" ويتابع نشرات الأخبار متشفيا بمئات المجاهدين الصادقين وهم يواجهون أعتى قوة فى المنطقة تكون الكرامة قد ماتت والإنسانية قد ضاعت تحت أقدام الطامعين فى السلطة،ونكون ملزمين وفق مقتضيات الواقع أن نلعن الفراغ القائم فى الضفة ونعلن كل الرؤساء !!وحسنما ينشغل أبو الغيث بمغازلة "الست ليفنى" على شاشات التلفاز ويوجه العبارات النابية لأشرف من جالسهم طيلة حياته السياسية (حماس)،ويتولى حسن مبارك مهمة الدفاع عن العدو المحرج دوليا وشعبيا بسبب المعارك المفتعلة من أجل كسب الأصوات ويحمل القانون الدولى مالايحتمل ويمنع المساعدات الإنسانية من عبور معبر رفح بينما تسمح بمرورها "إسرائيل".. تكون الكرامة قد ماتت والهزائم النفسية قد حاقت بآخر مظان العزة فى الشرق الأوسط ولو حاولنا تلمس خيوط فجر يحاول الآلاف نشرها شرق "النيل".حينما يتحول دول ملك مملكة الأردن (ياللخزى) لمجرد متبرع بالدم فى مستشفيات الأردن ويصمت الملك السعودى ويكتفى قضاته بتحريم المظاهرات ووزير خارجيته بالتلاسن مع "المعلم" وننسى أن فى الأمة شيئا اسمه العراق أو الإمارات أو تونس إلا من أخبار قمع هنا أو هنالك تكون الأمة قد ضاعت والخزى قد حل بربوع كانت يوما ما تنسب للعرب!!.وحدك "حماس" صامدة ..وحدك "حماس " ثابتة على الخط الذى من أجله تأستت وعلى طريقه مات القادة وترجل الفرسان وضحت فلسطين بخيرة رجالها ..وحدك "حماس" تدركين معنى الكرامة وتعشقين الشهادة وتكتبين للعرب والمسلمين سطور عزة هم فيها من الزاهدين ..وحدك "حماس" تستحقين الإجلال والتقدير حتى ولو حاربوك وقاتلوك وخذلوك ..سيرى على بركة الله والمجد للأخوان المسلمين .

هكذا تنتصر الشرطة للمحاصرين فى قطاع غزة


مجازر غزة توحد آراء العلماء الموريتانيين حول "التطبيع"


تقرير منشور على وكالة الأخبار

بشكل مفاجئ، وحدت المجازر التي يرتكبها جيش الإحتلال فى قطاع غزة مواقف العلماء الموريتانيين من التطبيع القائم بين موريتانيا والدولة العبرية، والذى ظل مثار جدل في الساحة الدينية والسياسية، بين رافض له بالكلية، وساكت عليه، ومنحاز لموقف الأنظمة السياسية، التي أقامته، أو التي سايرته كإرث من الماضي يجب التعامل معه بواقعية

فقد أثارت العلاقات الموريتانية جدلا واسعا بين الفقهاء والعلماء الموريتانيين؛ حيث ذهب غالبيتهم إلى تحريم العلاقات الموريتانية مع "تلابيب"، وطالبوا بقطعها فورا بعد الإعلان عنها .

وقد تزعم هذا الطرح الشيخ محمد الحسن ولد الددو الذى يعتبره البعض أهم مرجعية فكرية للتيار الإسلامي في موريتانيا (الأخوان المسلمون) من خلال فتواه الشهيرة التى أصدرها سنة 2003 ، وتم توزيعها على نطاق واسع على أئمة المساجد في موريتانيا للتوقيع عليها، ومن أبرز الموقعين عليها الشيخ العلامة اباه ولد عبد الله والشيخ محمد سالم ولد عدود والشيخ محمد ولد سيدي يحي وعدد من الأئمة وأساتذة الشريعة بموريتانيا قبل أن توزع على وسائل الإعلام المحلية والدولية وبوابات المساجد والأسواق في أكبر حملة شعبية للضغط على نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع من أجل حمله على قطع تلك العلاقات.

غير أن الدعوة لقطع تلك العلاقات شكلت شرخا في الساحة الدينية بعد أن تحفظ عليها رئيس رابطة العلماء الموريتانيين السيد حمدا ولد التاه وعدد من العلماء الآخرين وبعض أساتذة التعليم المحظري المقربين من الحزب الجمهوري الحاكم سابقا، وسط اتهامات للأئمة الآخرين بالإنجراف نحو العمل السياسي، ليفجر وزير التوجيه الإسلامي ساعتها إسلم ولد سيد المصطف مواجهته الشهيرة مع الأئمة التى انتهت بالإطاحة به، وسجن العشرات منهم، ومن بينهم صاحب الفتوى الشيخ محمد الحسن ولد الددو.

غير أن أحداث قطاع غزة الأخيرة أعادات موضوع العلاقات السياسية الموريتانية الإسرائلية للواجهة من جديد، وسط اجماع سياسي من مختلف القوى الحزبية على ضرورة إنهائها بشكل فوري، وهو ما انعكس إيجابيا على موقف العلماء الموريتانيين من مختلف المشارب الفكرية.

الشيخ محمد الحسن ولد الددو العضو الموريتاني الثاني في اتحاد علماء المسلمين بعد عبد الله ولد بيه، دعى المسلمين في موريتانيا إلى التظاهر دعما للقطاع وتخصيص الجمعة يوما موحدا للأمة من أجل غزة، مجددا فتواه بضرورة قطع كافة أنواع العلاقات الموريتانية الإسرائلية الظاهرة والمخفية فورا، وتقديم كل أنواع الدعم للمقاتلين الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وقد خصص كافة أئمة المساجد الموريتانية خطبهم يوم أمس الجمعة 9-1-2009 لموضوع العدوان على قطاع غزة، وخرج آلاف المصلين من مختلف المساجد في العاصمة في مسيرات حاشدة صوب السفارة العبرية بموريتانيا؛ مما أدى إلى مواجهات عنيفة مع الأمن انتهت بسقوط عشرات الجرحى.
من جهة ثانية دعا رئيس رابطة العلماء الموريتانيين الشخ حمدا ولد التاه إلى تقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية . وقال ولد التاه فى لقاء مع قناة الجزيرة القطرية بعد المسيرات التى دعا لها اتحاد علماء المسلمين "قلوبنا وأرواحنا أهتزت بفعل ما يجرى فى قطاع غزة".منتقدا آلة الموت الإسرائلية.
وكان رئيس رابطة العلماء الموريتانيين قد غير مواقفه السابقة من العلاقات الموريتانية الإسرائلية بعد الهجوم البرى على قطاع غزة .ودعا فى تجمع نظمه الأئمة والمبادرة الطلابية بمسجد ابن عباس إلى قطع العلاقات الموريتانية الإسرائلية مثنيا على اهتمام رئيس المجلس العسكرى الجنرال محمد ولد عبد العزيز بالضعفاء فى موريتانيا وخصوصا سكان الأحياء الشعبية.

ويقول مراقبون للساحة الدينية فى موريتانيا إن التناغم السياسي الحاصل حول ضرورة قطع العلاقات الموريتانية الإسرائلية انعكس بشكل إيجابى على مواقف علماء الدين وأنهى الحملات الإعلامية التى عادة ما تصاحب الإنقسام الحاصل بين الفرقاء فى الساحة الدينية ومحازبيهم.

سيد أحمد ولد باب ،موريتانيا

سيد أحمد ولد باب ،موريتانيا