الثلاثاء، ١٣ أبريل ٢٠١٠

مركز الإستطباب الوطني .. مشاهد من عمق المأساة !!

سيد أحمد ولد باب / كاتب صحفي  ouldbaba2007@gmail.com

سيد أحمد ولد باب / كاتب صحفي ouldbaba2007@gmail.com

"ليس في حياة الإنسان أصعب من البوح بانتصار الموت علي الحياة..لحظة لاتقاس بأى لحظة أخري ..أن تعترف بالهزيمة وتلقي سلاحك وترفع الراية البيضاء مكلوما منكسرا،وأن تكون الجسر الذي تعبر منه الموت نحو الأحياء"..

كانت تلك مشاعر طبيب ماهر وهو يرسم في مذكراته أصعب لحظات البشر في بلاد تعود ساكنوها أن يبتلعوا المصائب وأن يستوعبوا الصدمات ..عبر فيها بجلاء عن لحظات يمر بها كل شخص كتب له المرور من مستشفي نواكشوط المركزي حيث أولي محطات الآخرة في انتظار الزائرين..
لكن هل يمكن استعارتها منه في مشاهد أخري يكون المرء فيها لا جسرا للموت كما هو حال الطبيب بل هو المستهدف بها غيلة من قبل من كانوا في يوم من الأيام يرجي منهم بعد الله عز وجل أن يكون ملهما للحياة ؟؟!!
طبعا ..لا

(1)

كانت الساعة تشير إلي الرابعة والنصف زولا وكان الهاتف يرن ففي المستشفي شخص عزيز علي النفس هجرانه وقد طال انتظاره للدواء بعدما تعذر كاتب الوصفة وغاب المختص وتثاقل المداوم وعجز صغار الممرضين عن الكلام!!

سارعت إلي بوابة المستشفي طلبا لتدخل ينقذ مريضا تخلي عنه ممرضوه ،ورغبة في ركن يأوي إليه مكلوم تتقاذفه هموم المرض والضياع وتغضبه سياسة التجاهل التي تنخر أكبر مؤسسات البلاد الصحية دون وازع من أخلاق أو دين..

رفض الطلب كما هو حال العشرات ممن ضعف بهم المقام عن مزاحمة أصحاب الحظوة والجاه ،لكن الأكثر إيلاما والأشد علي النفس كان بكاء تلك العجوز (حوالي 56 سنة) عند بوابة المستشفي بعدما خرجت لشراء وصفة طبية لأبنتها الصغيرة وعجزت عن تسديد الفاتورة ومنعها رجال الأمن من العودة إلي القاعة علي الأقل للعيش إلي جانب ابنتها المريضة في انتظار قضاء الله !!!

كانت العجوز تتوسل رجال الأمن والمارة علي السواء..لم يبق يمين إلا وطرقته ولكن هيهات فالآذان قد سدت ولم تعد آهات المستضعفين تسمع في أي مكان.. كانت تبكي بصوت عال كلما سمح لصحاب سيارة فخمة بالعبور إلي الطرف الآخر أو كلما قدم شخص ما ورقة تثبت أنه جزء من المؤسسة الرسمية بشقيها الأمني والسياسي بينما كان محكوما عليها وعلي آخرين بالانتظار لساعتين وهي تناشد الواقفين عند البوابة ..بالله عليكم أرسلوا أحدكم ليتأكد أنني الوحيدة مع الصغيرة لتعلموا كم هي محتاجة إلي من يساعدها في غربتها بين أسرة المركز الوطني للإستطباب .. لكن هيهات فقد ضاعت الدموع وبحت الحناجر وسدت الآذان !!

(2)
عند قسم المسالك البولية كان المشهد الثاني ..وكانت الذكريات مريرة فقد كان آخر مرة زرت فيها المكان حينما كنت أعمل تحقيقا صحفيا عن أسرة "أهل عثمان" التي عاشت سبعة أشهر في دهاليز المركز الوطني للإستطباب دون دواء أو غذاء أو كساء إلا ما تجود به أيدي الزائرين للمرضي أو عجز الأهالي عن أكله من فضلات الطعام!!
قبل سنتين كنت أجلس في نفس المكان،لكن كنت ساعتها أستمع لقصة الأسرة ومعاناتها –التي نشرت في الأخبار- لكن أجلس هذه المرة وأنا أيضا صاحب قصة ليست بالطبع كحال "أهل عثمان" لكن من دون شك نحن في المأساة سواء ..

قبل سنتين كانت دموعي تنهال علي الخدين وأنا أستمع من والد الأسرة إلي معاناته وأري "القمل" علي كتفيه،وأستمع إلي ابنته المريضة وهي تروي قصتها مع الأطباء والكادر الإداري وكيف عاشت الأسرة كل تلك الساعات الثقيلة دون أبسط أمل في العلاج أو الخروج من النفق المظلم الذي عاشته داخل وجه موريتانيا الحضاري (مركز الإستطباب الوطني بنواكشوط).

واليوم وقد تغير المشهد بت أنا القصة ذاتها،أتجول بين المداومين أملا في طبيب يشرح لي وضعية المريض أو يكتب لي وصفة دواء أو يتحدث لكن دون جدوي ..فقد غاب "الإخصائي"،وعجز المداوم عن تشخيص الحالة رغم بدائيتها،ورفع القلم عن الممرضين فهم مجرد أرقام في المشهد لا حول لديهم ولاقوة ..إنهم تماما مثلنا ملزمون بالحضور والانتظار..

منذ مساء الخميس والمريض يتألم ،من دون وصفة دواء أو فحص طبي ،أو شرح حتى لحالته التي يعيش في انتظار حضور الطبيب المكلف بمتابعة الجراحات لكن كيف كان الحضور؟!!

عند الساعة العاشرة والنصف كان الحضور،مجرد جولة سريعة في أقبية المركز الوطني ينظر صاحبها شزرا إلي ضحايا رفاقه ولسانه حاله يقول "أمازلتم أحياء!!"..ثم يغيب عن المشهد دون شرح أو حديث مع المريض ونحن نصرخ بالله عليكم ماذا يجري ..أليس فيكم رجل رشيد؟!!
كان الطبيب "باري" يتعاطف مع المريض لكن ليس الأمر في يديه إنه يدرك أن الأمر ناجم عن احدي ثلاث
1- نقص للأملاح المعدنية
2- سوء هضم
3- احتباس للتبول

لكن الطبيب المختص وحده القادر علي تمييز الحالة والمختص فعليا بالوصفات الطبية المناسبة ..لكن متي يعود؟!!
سؤال قد تجيب عنه الإدارة إن عادت هي الأخري أو راعت أنات المرضي ومشاعر المكلومين !!
*كتب هذا المقال وأنا اشرف علي علاج المرحوم عابدين ولد صمباره والدة الزوجة الغالية المصرية بنت عابدين وقد فارق الرجل الحياة بعد
تسبب الإهمال في قصور كلوي مزمن وتسمم في الدم وانا لله وإنا اليه راجعون
اللهم أغفر له وأرحمه

موريتانيا .. حزب إسلامي لشؤون الدنيا !!

سيد أحمد ولد باب – نواكشوط

تسلمت وزارة الداخلية الموريتانية يوم الثلاثاء 19/06/2007 ملف أول حزب سياسي للإسلاميين في موريتانيا، بعد قرابة عشرين عاما من الحظر، والصراع من أجل الشرعية.

وقد سلمت الوزارة الإسلاميين إيصالاً أوليا ينص القانون على وجوب تسلمه، في انتظار دراسة الملف والرد على مؤسسيه قبل انقضاء مهلة 60 يوما، التي يحددها القانون المنظم للأحزاب السياسية في البلاد.

رئيس الحزب الجديد، والمنسق العام لتيار الإصلاحيين الوسطيين، النائب محمد جميل ولد منصور، استبق طرح أوراق الملف رسميا لدى وزارة الداخلية، ليعلن أن الحزب الجديد ليس حزبا إسلاميا بالمفهوم المتداول في الإعلام، وإنما هو حزب للإصلاحيين، رغم أن القانون الموريتاني لا يمنع الأحزاب الإسلامية على الإطلاق، وإنما السلطة التي تتعسف في فهمها للقانون.

لا لاحتكار التدين

وقال ولد منصور في مقال نشرته يومية "السراج" الناطقة باسم التيار الإسلامي 19/06/2007: "إن الدستور الموريتاني لا يتضمن لا في طبعته الأصلية ولا في تعديلاته الجديدة أي إشارة للأحزاب الإسلامية، وليس صحيحا أنه يمنعها، لا في منطوقه ولا في مفهومه، كل ما في الأمر هو القانون المنظم للأحزاب السياسية، والذي ينص في مادته الرابعة على أنه لا يجوز لحزب من الأحزاب أن ينفرد بحمل لواء الإسلام، وهو أمر لا خلاف فيه، ولعله يؤكد أن كل الأحزاب مطالبة بأن تكون إسلامية المرجعية بناء على الدستور".

وخلص ولد منصور إلى القول بأن كل الأحزاب السياسية القائمة متمسكة بذلك البند القانوني، وتهمة الانفراد هنا منتفية؛ لأن كل الأحزاب ترفضها، ولا تسمح لأحد بأن يحتكر الإسلام عنها، ومن سعى لاحتكار الإسلام في هذا البلد فهو واهم ومخطئ.

وقال ولد منصور الذي يترأس فريقا برلمانيا في البرلمان الجديد بأنه لا يعلم طرفا في الساحة السياسية قدم نفسه باعتباره حزبا إسلاميا، وأن الآخرين ليسوا كذلك، بل إن الذي يصر على اعتبار طرف بعينه إسلاميا دون غيره هو الذي يمارس مهمة نفي الصفة الإسلامية عن الأحزاب الوطنية الأخرى، وهو أمر غير مقبول.

حزب يدبر شؤون الدنيا

ولعل الأكثر إثارة في توضيح رئيس الحزب الجديد، هو تشديد رئيس الحزب على أن المطالع للوثيقة المعبرة عن الإصلاحيين الوسطيين يجد نفسه أمام حزب سياسي يدبر شؤون الدنيا، له رأي في الاقتصاد وتدبير المعاش، وله اقتراحات في الصحة والتعليم، وله مواقف من جملة مسائل السياسة الداخلية والخارجية، وقال ولد منصور: "صحيح أنه قبل ذلك حقق نسبته الفكرية والنظرية حين اعتبر منطلقاته هي المرجعية الإسلامية والانتساب الوطني والخيار الديمقراطي، وبطبيعة الحال لا يحتكر أيا منها عن الآخرين، لا هو بالمريد ولا هو بالقادر".

ولعل الرسالة التي أراد ولد منصور توصيلها للسلطة الموريتانية الحاكمة هي: "إن الانتقاء في الديمقراطية خطر عليها، والإكراه مناقض لجوهر وتفاصيل الديمقراطية، ومن لم تعترف له بحزب أرغمته على خلاف رغبته"!!.

وأكد المنسق العام لتيار الإصلاحيين الوسطيين أن البلاد الآن تعيش مرحلة خاصة من تطورها السياسي، تحتاج فيها لكل أبنائها، فحماية الديمقراطية بعد سنوات من التحريف و التزوير، وتحقيق التنمية بعد عهود من الحيف والتطفيف، وتعزيز الوحدة الوطنية بعد ما لحق بها من الاستهداف والانخرام، تحتاجنا جميعا، و تستلزم تعاوننا جميعا.

النظام الأساسي للحزب الجديد

الديباجة:

اعتمادا على الله سبحانه وتعالى، وتوكلاً عليه، وتأسيسا على دستور 20 يوليو 1991، قامت مجموعة من الموريتانيين بتأسيس حزب سياسي يدعى التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، سعيا إلى الإسهام في إيجاد حلول للمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من المشاكل التي تعترض مسيرة الشعب الموريتاني، خلال برنامج سياسي ينطلق من الثوابت بنظرة متفتحة تساير العصر وتسعى للتجديد الهادف البناء.

الباب الأول- الاسم، المقر، الرمز، الشعار:

المادة 1: تأسس في الجمهورية الإسلامية الموريتانية حزب سياسي يدعى التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، وذلك طبقا للقوانين المعمول بها في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

المادة 2: يوجد المقر الرئيسي في العاصمة نواكشوط، ويمكن نقله إلى أية نقطة من الوطن بناء على قرار من هيئات الحزب، وفقا لترتيبات يحددها النظام الداخلي.

المادة 3: شعار الحزب هو: أصالة – إصلاح – تنمية.

المادة 4: الرمز المميز للحزب سيحدد في النظام الداخلي.

الباب الثاني- المبادئ والمنطلقات:

المادة 5: المبادئ الأساسية للحزب:
- الالتزام بالإسلام مصدرا وحيدا للتشريع، ودينا للدولة والشعب، كما ينص عليه دستور البلاد.

- تعزيز الوحدة الوطنية، وحمايتها في إطار من الاعتراف بحق التعدد العرقي والثقافي.

- تعزيز الحريات الفردية والجماعية، والدفاع عن الحقوق الأساسية للإنسان والمواطن.

- الدفاع عن الحوزة الترابية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، وحماية استقلالها.

- ضمان حماية الملكية الفردية، وحرية المبادرة والإبداع في إطار المصلحة العامة.

- التقيد بدستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والتشبث بالآليات الديمقراطية التعددية للتداول السلمي على السلطة.

الباب الثالث- الأهداف:

المادة 6: يهدف التجمع الوطني للإصلاح والتنمية إلى:

- إقامة مجتمع ينعم بالمثل والقيم المستلهمة من ديننا الإسلامي الحنيف، وتطبيقات الديمقراطية الصحيحة، التي تكفل العدالة والسلم والرفاهية والحرية والمساواة.

- حماية الوحدة الوطنية، والحوزة الترابية، والاستقلال الوطني، والدفاع عن المصالح العليا للبلاد.

- إرساء دولة قانون حقيقية.

- تكريس خيار التناوب السلمي الديمقراطي على السلطة.

- القضاء على الأمراض الاجتماعية والمسلكيات المنحرفة، كالاسترقاق والعنصرية والفئوية والقبلية والجهوية والمحسوبية، وكل مظاهر استغلال الإنسان للإنسان.

- تحقيق العدالة الاجتماعية وإشاعة العدل.

- الدفاع عن استقلال البلاد وهويتها وثوابتها.

- حماية موارد البلاد الاقتصادية وتراثها الحضاري.

- إحياء دور موريتانيا الحضاري، وإعطاؤها مكانتها اللائقة بين شعوب العالم، بوصفها جمهورية إسلامية ديمقراطية نموذجية.

- العمل على قيام نظام عالمي جديد مؤسس على السلم والتعايش المنسجم والعدالة الاجتماعية, يسعى إلى القضاء على الحروب ومصادر النزاعات المسلحة.

- الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، ونصرة المظلومين، والتأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها.

موريتانيا.. بلد المليون شاعر و6 رؤساء أحياء!

النخبة السياسية بموريتانيا واستلاب الهوية !!

النخبة السياسية بموريتانيا واستلاب الهوية !!

سيد أحمد ولد باب/ كاتب صحفي موريتاني                       ouldbaba2007@gmail.com

سيد أحمد ولد باب/ كاتب صحفي موريتاني ouldbaba2007@gmail.com

ما الذي يجري في موريتانيا ؟؟

أتنهار أخلاق النخبة السياسية إلي هذا الحد الفاضح !!

لم أصدق وأنا أقرأ صحيفة "الفجر الجديد" الليبية كيف أن قادة من خيرة أبناء هذا البلد يتساقطون علي فراش القذافي تساقط الذباب علي الشراب،يتامي يتدافعون كل واحد منهم يعبر عن حاله بلغة الصعوبة ورغبة غير مسبوقة في العطف والحنان، وعن ولاء غير منقوص و تضحية بالوطن والهوية والقطر لصالح مشاريع أخري دون مبرر.

سترك اللهم !!

حاولت أن أكذب نفسي وأنا أتصفح بيعة قادة الأحزاب السياسية "القومية والإسلامية" في موريتانيا للزعيم الليبي ومن دون مناسبة،لكن هيهات فالأسماء هي ذاتها باستثناء "ألفين" سقطوا من اسم واحد والوجوه هي ذاتها التي عرفتها في شوارع نواكشوط أيام الحديث عن الوطنية والشهامة والكبرياء ،لكن المنطق مختلف والهامات منكسة وصرخات الاستجداء والاستعطاف فاقت كل تصور....

"أريد أن أؤكد على أننا في الساحة الموريتانية لسنا إلا نتاجاً طبيعياً لفكركم وتجربتكم ولفعلكم السياسي بالساحة الموريتانية، هذا النتاج الذي وصل فعلاً إلى مرحلة من النضج الآن، نأمل أن يكون بداية لجمع شتات التيار القومي المختلف، وجمعه لاحقاً بالتيار الاسلامي الذي من بيننا الآن من يمثل طائفة منه".

بهذه الكلمات أختصر أحد القادة السياسيين الموريتانيين كينونة تياره وأوضح عن دور حزبه وأهدافه أمام الزعيم الليبي – ولست هنا بصدد التنقيص من الأخير- ،لكن الصدمة بالغة والوطن لم يعد له مبرر والدستور هراء والوحدة الوطنية في مهب الريح والخيط الناظم صفر إن كان كل واحد منا نتاج جهاز أو دولة وصلته بالوطن تماما كصلة الأمهات المؤجرات ب"البويضات المخصبة" أو كصلة أطفال الأنابيب بالأنبوب الذي غرزوا فيه (دور وينتهي مع انتفاء الحاجة إليه) غريب أمر أبناء هذا الوطن!!.

لا أحد يجادل في أن لليبيا قامتها ومكانتها بين الدول العربية في وقت هيمن فيه الذل والخنوع علي كثير من الدول،ولا أحد يعترض –ولا يمكنه ذلك – علي علاقات طيبة بين نخبة سياسية وبلد عربي ومسلم مناصر للكثير من قضاياها ،ولكن الغريب هو أن تري من مملكهم الآلاف من الموريتانيين زمام أمرهم وهم يضعون أنفسهم وأحزابهم وكينونتهم السياسية في يد شخص آخر بل ويستنجدون به "افعل بنا ما تري فقد نضجنا وحان الحصاد"..

من يستطيع بعد الآن أن يلوم السينغال إذا تدخلت في شؤوننا الداخلية فلها من دون شك محبون وعاشقون نضجوا هم أيضا وينتظرون الحصاد.
من يعاتب مالي إن تصرفت في حرية أبنائنا وسلمتهم للقاعدة أو الفرنسيين فربما هم أيضا سلموها الزمام ووالوها وباتوا جزءا من رعاياها غير القاطنين علي أراضيها شأنهم شأن إخوتنا القوميين...

من يعاتب الفرنسيين إذا تلاعبوا بأمننا ونصبوا لنا الحكام وخلعوا من يرغبون في خلعه متي أرادوا فلهم أيضا محبون وأبناء هم في الحقيقة نتاج حصاد السنين...

ولكن الأخطر ليس هذا ولا ذاك بل الاستعداد المعلن للتحرك السريع دون تحديد الوجهة أو الهدف ولنستمع قليلا إلي أحد هؤلاء وهو يقول "إن التيار القومي في الساحة الموريتانية، أصبح الآن جاهزاً للتحرك السريع بتوحيد صفوفه تحت قيادة الأخ القائد، بعد أن حققت معظم تيارته نقلة نوعية على مستوى مرجعيته الفكرية بتبني النظرية العالمية الثالثة وأدواتها التنظيمية، وستكون نتائج هذه النقلة عظيمة، والآفاق التي ستفتحها واسعة ليس على مستوى التيارات القومية والإسلامية فحسب وإنما على مختلف عموم موريتانيا".

قطعا موريتانيا دخلت منعطفا بالغ الخطوة ليس في انتفاء البلد ككيان موحد يجمع شتات أبنائه،بل بسبب ضعف النخبة العسكرية الحاكمة التي فتحت هي الباب أمام الاسترزاق بالوطن والمتاجرة بمواقف أبنائه واختارت البقاء في الكرسي علي منطق الشهامة والاستقلال بالقرار والرأى.

من يصدق بعد الآن أحادث وزيرة الخارجية عن السيادة الوطنية والمعاملة بالمثل وعودة الدولة الموريتانية القوية إلي مصاف الدول التي تحمي كرامة أبنائها وتفاخر بوجود فاعل في المحافل الدولية،ومن سيصدق الآن تعلق الشعب برئيسه إذا كان أقرب المقربين منه يبايعون غيره ويعقدون الصفقات باسمه مع الآخرين وكأننا في عهد المماليك الغابر .

سترك اللهم!!!

من يصدق الآن دعاوي الوحدة الوطنية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس وأشعلت من أجلها الحروب مع الجيران ،وما قيمة أحواض ناضبة هنا أو هنالك إذا كان من تراد له الحياض مستعد هو الآخر أن يسلم زمام أمره للغير وحياضه بل وحياض الآخرين مقابل دريهمات ضرها أكثر من نفعها يقينا.

لرئيس حزب الفضيلة الحق في أن يشيد بخطاب القذافي أمام الأمم المتحدة كغيره من المستضعفين في الأرض الذين رأوا فيه كلمة حق أمام سلطان جائر،ورسالة قوية لقوي الاستكبار من بلد ثالث لا يزال في طور النمو – ونحن معه في ذلك-،لكن ليس له الحق بحال من الأحوال أن يبخس الناس أشيائهم وأن يسرق من الموريتانيين انتصارهم في مواجهة العدو المشترك "الكيان الصهيوني" ودورهم الرائد في مواجهة اختراقاته والعمل علي إنهاء العلاقات معه بشكل تام .

صحيح أن الرجل كان بعيدا من ساحة الفعل السياسي ،وصحيح أن علاقته بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز غير ودية ،لكن لا أحد يكابر في أن الشعب الموريتاني هو من ضحي من أجل قطع تلك العلاقات وأن ولد عبد العزيز هو من نفذ والحديث عن قطعها من قبل آخرين أو استجابة لضغوطهم هو خفة في الميزان السياسي لرجل ذو بصيرة واستهتار بتضحيات شعب عظيم كشعب موريتانيا.

شكرا لليبيا حينما قارعت الاستعمار،وشكرا لليبيا عن ساعدت موريتانيا في أوقات صعبة ،وشكرا لليبيا حين كشفت القناع عن أوجه نخبة من أبناء موريتانيا انخدع بهم كثر..

بداية ساخنة للحوار الموريتاني مع معتقلي القاعدة

الحوارمع قاعدة موريتانيا..تفاؤل حكومي وتحفظ سلفي

المجلسي: أنا بعيد عن التكفير ولست معنيا بمراجعات المعتقلين

منظر التيار السلفي بموريتانيا يرفض الحوار مع الدولة

المجلسي: أنا بعيد عن التكفير ولست معنيا بمراجعات المعتقلين

إحدى جلسات الحوار مع التيار الجهادي في موريتانيا
إحدى جلسات الحوار مع التيار الجهادي في موريتانيا
قال منظر سجناء التيار السلفي بموريتانيا محمد سالم ولد محمد الأمين الملقب بـ"المجلسي" إن السجناء انقسموا في موقفهم من الحوار إلى مجموعتين إحداهما وهي الأغلبية قالت إنها تتبع ما يقوله العلماء ولا رأي لها مع رأيهم، ومجموعة أعلنت تبنيها للتغيير بالقوة، وهناك أفراد ـ وهو منهم ـ رفضوا الانضمام لأي من المجموعتين، ولا يتحدث أحد باسمهم عي الإطلاق.

وقال المجلسي الذي اعتقل بعد مقتل أربعة من الرعايا الفرنسيين بموريتانيا 2007 "لقد اعتقدت دوما أن سبيل الدعوة السلمية مثمر إلى حد كبير في هذه البلاد، وسرت عليه بعيدا عن التكفير والإرجاء والغلو والجفاء، ولقد اعتبرت نفسي دوما في ساحة دعوية، سلاحي الوحيد فيها الحجة والبرهان مراعيا لباقة الأسلوب وحسن العرض، وآخذا بالمقومات التي تجعل الدعوة أحظى بالقبول وأجدر لنيل المقصود، ولذلك التقيت بلجنة الأئمة والعلماء الداعين للحوار، وأحسنوا استقبالي، وبينت لهم مواقفي المعلومة وشرحت لهم منهجي في الدعوة، وكنت حريصا على أن لا ألقاهم مع أي مجموعة، وإنما بمفردي ومتحدثا عن نفسي، حتى تتبين لي الأمور، ويبقى التساؤل مطروحا، لماذا أُقحم ـ كحال ثلة من الشباب خالية ملفاتهم مما يدينهم ـ فيما يهدف للتخلي عن تهمة لا علاقة لي بها".

وقال المجلسي في وثيقة سربها من السجن المركزي بنواكشوط وحصل مراسل "الإسلاميون نت " علي نسخة منها "إن كنت متهما اليوم بالتطرف والغلو فقد اتهم به كثير من الدعاة والأئمة بل العلماء في عهود ماضية، وشُوهوا في وسائل الإعلام وأُلبت الآراء العامة ضدهم، وهؤلاء العلماء والدعاة منهم اليوم أعضاء في لجنة الحوار، وقد كانوا مظلومين، بل ظلمهم أيضا آنذاك علماء وهم معهم في لجنة الحوار.

وأضاف: إنه ليس لي من جرم غير أنني من ضحايا عولمة الحرب على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب، والحقيقة أنني لست متصفا بما تتهمني به الدولة فأتمادى عليه أو أتراجع عنه".

وهذا نص الوثيقة :

"إن لكل ساع إلى تحقيق هدف معين، أدوات ووسائل يسعى من خلالها إلى تحقيق هدفه، والوصول إلى غايته، وهكذا فإن أداة الداعية الأولى ووسيلته المتقدمة على ما سواها من الوسائل هي الحوار، فهو الوسيلة الأولى للإقناع.

ذلك لأن الكلمة الطيبة هي سلاح الداعية الأول في تبليغ دعوته ونشر رسالته سواء في عرضها على الناس، أو في الدفاع عنها أمام المخالفين، قال سبحانه وتعالي "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين".

ولا شك أن كل حريص على الإسلام ونشره تتوق نفسه إلى سلم وأمن يتمكن فيهما من تحقيق هدفه في نشر الإسلام وبث تعاليمه.

لقد اعتقدت دوما أن سبيل الدعوة السلمية مثمر إلى حد كبير في هذه البلاد، وسرت عليه بعيدا عن التكفير والإرجاء والغلو والجفاء، ولقد اعتبرت نفسي دوما في ساحة دعوية سلاحي الوحيد فيها الحجة والبرهان مراعيا لباقة الأسلوب وحسن العرض، وآخذا بالمقومات التي تجعل الدعوة أحظى بالقبول وأجدر لنيل المقصود، ولذلك التقيت بلجنة الأئمة والعلماء الداعين للحوار، وأحسنوا استقبالي، وبينت لهم مواقفي المعلومة وشرحت لهم منهجي في الدعوة، وكنت حريصا على أن لا ألقاهم مع أي مجموعة، وإنما بمفردي ومتحدثا عن نفسي، حتى تتبين لي الأمور، ويبقى التساؤل مطروحا، لماذا أُقحم ـ كحال ثلة من الشباب خالية ملفاتهم مما يدينهم ـ فيما يهدف للتخلي عن تهمة لا علاقة لي بها.

لا أقبل المشاركة

محمد سالم المجلسي

ولقد كان طبيعيا أن أتحفظ على مبادرة قام بها بعض زملائنا السجناء تتعلق بنشر بيان رأيت فيه بعض النقص، وأحاطت به حيثيات جعلتني لا أقبل المشاركة فيه ومن ذلك:

1 ـ أنه مجرد إبداء موقف، وهذا ما أبداه وعبر عنه بعض السجناء أكثر من مرة، وبطرق مختلفة.

2 ـ أنه جاء في وقت يعتبر التوقيع فيه عليه اعترافا ضمنيا بمزاولة العنف فيما قبل، والتراجع عنه اليوم، وهو ما وقع بالفعل، فقد عنونت بعض الصحف له بعناوين مثل "هل بدأت التراجعات؟"، وقد تكلم رئيس الدولة عنه فقال حين سؤل عنه، وقد وقع عليه آنذاك 5 ، "لا بد من اعترافهم بالخطأ وتوبتهم ثم بعد ذلك سننظر في الحوار معهم"، قالها في مؤتمر صحفي في روصو.

3 ـ أنه ليس في ذلك البيان مطلب ولو بإطلاق سراحنا ورفع الظلم عنا، فكلما فيه هو البراءة من التهم، وهذا قلناه للقضاة، أو اتباعنا للعلماء العاملين وحرصنا على أمن البلاد، وهذا أمر يخدم الدعوة إلى الخير، وهو معلوم عنا ضرورة.

4 ـ أنه لم يراع مستوى الملفات، بل جمع بين أنواعها وخلط بين أهلها، سواء في ذلك أهم التهم الخطيرة جدا، وأهل التهم الخفيفة، فلماذا يتكلف البريء في توريط نفسه في أمر كهذا، وما يدرينا ـ ونحن جميعا متهمون ـ بصحة التهم من بطلانها، ولماذا يثبت البعض على نفسه تهمة لم يقم بها أصلا حتى يتراجع عنها، إذا أراد البعض التراجع تماشيا مع تهمته.

5 ـ أنه لم يأت على ذكر بعض ما تعرضنا له من الظلم والأذى، وما تلقيناه من ألوان الإهانة وألوان العذاب، وهاهنا تسكب العبرات ويتقطع الفؤاد أسى، فقد فجعت الأمهات والأخوات، وضاعت الأعوام وازدادت المآسي والأوجاع بتشويهنا والافتراء علينا، ومصادرة رأينا، ومن صودر حقه في التعبير وقيدت حريته فقد صودر أسمى معاني إنسانيته.

6 ـ أنه لم يأت على ذكر الأمر الذي سجنت عليه والمبدأ الذي انطلقت منه، ألا وهو الدعوة إلى الله، حتى يقام شرع الله في أرض الله، فإن مما تنفطر له الأكباد وتتقطع له الأجساد، تغييب شرع الله عن أمور الحكم في هذا البلد الطيب، فغابت حقيقة الإمامة التي هي حراسة الدين، وسياسة أمور الدنيا بالدين، فكان الوهن والانهزام وظهور الفساد وانتشار المنكرات نتيجة منطقية لذلك، هذا فضلا عن اتباع الكفار في سننهم وغياب التميز الإسلامي وولوج باب العولمة وما فيها من تحديات من ضمنها الحرب على المناهج الإسلامية الأصيلة.

7 ـ غياب طلب استعادتنا لحريتنا في ممارسة الدعوة في المساجد وغيرها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر الخير وقول الحق بأليق الأساليب وأحسن السبل.

ضرورة تحكيم شرع الله

لقد كان من المهم اعتبار هذه الأمور في بيان وجد زخما إعلاميا أكبر من مضمونه، وقد سألني الأئمة والعلماء المحاورون عن مآخذي على الدولة، فذكرت لهم ضرورة تحكيم شرع الله كله، وحراسة الدين وصيانة الشخصية الإسلامية والحفاظ عليها من لوثة الحضارة الزائفة والتبعية العمياء للكافرين، وغير ذلك، وأن سبيلي في الإصلاح المرجو هو الدعوة بالكلمة متخذا أساليب الإقناع التي تخاطب العقل وتلامس العاطفة.

واليوم ظهر تباين في مواقف السجناء، فالأغلبية لم تأخذ ولم تذكر أي مآخذ ولا أي خلاف مع الدولة، وإنما قالت إنها متبعة لما يقول العلماء وليس لها رأي مع رأيهم، وهي تلقي عليها محاضرات مليئة بروح فضل الرجوع عن الخطأ وإتباع الحق، وهذا ما خشيه البعض ممن لم يتلبس بتهمة.

أما الطائفة الأخرى فمنها أفراد يتبنون منهج التغيير بالقوة، ولا ينكرون ذلك، ولعلهم هم المعنيون بالحوار ، أما الأفراد الباقون فإن كل واحد منهم يمثل نفسه ويتحدث عنها بنفسه، وأنا من هؤلاء، عندي انتقادات ومآخذ كثيرة على الدولة، بل وعلى بعض علمائها، ومنهم مشاركون في الحوار جعلني لا أكون من الطائفة الأولى، كما أن لي منهجا في التغيير والإصلاح هو خط الدعوة السلمي، جعلني لا أكون من الطائفة الأخرى.

وإن كنت متهما اليوم بالتطرف والغلو فقد اتهم به كثير من الدعاة والأئمة بل العلماء في عهود ماضية، وشُوهوا في وسائل الإعلام وأُلبت الآراء العامة ضدهم، وهؤلاء العلماء والدعاة منهم اليوم أعضاء في لجنة الحوار ، وقد كانوا مظلومين، بل ظلمهم أيضا آنذاك علماء وهم معهم في لجنة الحوار.

إنه ليس لي من جرم غير أنني من ضحايا عولمة الحرب على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب، والحقيقة أنني لست متصفا بما تتهمني به الدولة فأتمادى عليه أو أتراجع عنه، والله المستعان".


كاتب وصحفي موريتاني

موريتانيا تعيد تشكيل وفد العلماء المفاوض لـ"معتقلي القاعدة"

سلفيو موريتانيا: اتفقنا وبعض العلماء علي كفر النظام !!



موريتانيا تعلن نجاح أولي جولات الحوار مع معتقلي "القاعدة"



قال مقرر لجنة العلماء التي شكلتها الحكومة لمحاورة معتقلي التيار السلفي الإمام عبد الله ولد أمينو بأن الجولة الأولي من الحوار بين العلماء والمعتقلين بالسجن المركزي بنواكشوط دارت بروح مسئولة وبناءة.


وأضاف خلال حديث أدلي به لوسائل الإعلام الرسمية بعيد لقاء اللجنة بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز "لقد أبلغنا رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز بنتائج الحوار التي كانت طيبة حيث يمكن أن نعتبر أنه نجح بنسبة 90% وأن الأهداف المبتغاة من ورائه سيكون لها أثر طيب ليس فقط على الذين كانوا هدف الحوار وإنما أيضا على من قد يحمل هذه الأفكار وعلى الساحة العامة وعلى مجموع الشعب الموريتاني الذي كان ينتظر هذا الحوار بفارغ الصبر وكان يوليه اهتماما بالغا ".


وقال ولد أمينو "وأبلغنا رئيس الجمهورية كذلك امتناننا لقبوله بهذا الحوار وبالثقة التي جعلها في العلماء وتشكراننا على ما بذله فخامته وما بذلته اللجنة الوزارية برئاسة وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي من جهد ووقت لإنجاح هذا الحوار ".


وعن حصيلة الحوار الذي شارك فيه تسعة من العلماء الموريتانيين واستمر لأسبوعين قال ولد أمينو"نحن نعتبر أن هذه الحوارات وما ينحو منحاها إذا تواصلت وانتهج هذا النهج فإن كثيرا من المشاكل الوطنية ستحل بإذن الله تعالى بطريقة لائقة ومقبولة، تجنب البلاد مزالق وقعت فيها بلدان أخرى وهذا ما وجدنا لدى رئيس الجمهورية تفهما له وحرصا عليه ووعد إن شاء الله تعالى بالاستمرار فيه ومواصلته ومتابعة هذا النهج .


قانون الإرهاب للواجهة من جديد


من جهة ثانية قال النائب في البرلمان الموريتاني عن حزب التحالف الشعبي المعارض "بداهي ولد محمد سالم" إن ثلث نواب البرلمان الموريتاني وقعوا على عريضة تقدم بها من أجل الطعن في قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل.


وقال ولد محمد سالم في تصريح لوكالة أنباء "الأخبار" المستقلة إن النواب قدموا زوال اليوم الأربعاء 3 فبراير 2010 رسميا الطعن لدى المجلس الدستوري بهدف إلغاء القانون، المصادق عليه.


وقال النائب البرلمان إن 32 نائبا من تشكيلات سياسية مختلفة من (أحزاب التحالف الشعبي التقدمي تكتل القوي الديمقراطية وحزب تواصل واتحاد قوي التقدم وعادل وحاتم) قد استجابوا للمقترح الذي تقدم به بهدف إبطال القانون.


وانتقد النائب "بداهي بشدة" قانون الإرهاب المصادق عليه أخيرا، معتبرا أنه مخالف في معظمه للدستور الموريتاني، خصوصا في مواده التي تسمح بالتجسس على المكالمات الهاتفية وتفتيش المنازل في أي وقت.


وقال ولد محمد سالم إن قانون مكافحة الإرهاب في شكله الحالي يجسد مبدأ عدم الفصل بين السلطات ويقيد الحريات العامة ويتنافى وأدنى حقوق الإنسان، مضيفا أنه قدم مقترح بتعديل جزئ أثاء مناقشة القانون لكن تم رفضه.


وكان البرلمان الموريتاني قد أقر خلال الدورة البرلمانية المنصرمة قانون لإرهاب المعدل بعد تجاذبات قوية بين نواب الأغلبية والحكومة من جهة والمعارضة التي وصفت القانون بأنه يحمل رائحة عهد بوش وقوانين مكافحة الإرهاب التي اجتاحت العالم بعيد أحداث الحادي عشر من نوفمبر 2001.


ويسمح قانون الإرهاب الجديد للشرطة بالتصنت علي مكالمات الأفراد واقتحام المنازل في أي وقت واعتقال المشتبه بهم دون محاكمة لمدة تتجاوز أربع سنوات،كما تعطي لمحاضر الشرطة –التي تنتزع تحت التعذيب دائما كما يقول الحقوقيون- صبغة قانونية غير قابلة للطعن وهو ما أعتبر الأخطر في القانون ا.


وتنص فقرات ومواد قانون الإرهاب علي إمكانية محاكمة الأطفال القصر بتهم تتعلق بالإرهاب وإعفاء المتعاونين أثناء التحقيق من المتابعة الإرهابية وهو ما أعتبر تشجيعا للتجسس والعمالة بين صفوف المعتقلين مع مصادر كل الممتلكات التي يمتلكها الأفراد المتهمون في قضايا لها علاقة بالإرهاب بناء علي طلب من النائب العام.






كاتب وصحفي موريتاني






Read more: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1265276712153&pagename=Islamyoun/IYALayout#ixzz0kuY5uSnx

سيد أحمد ولد باب ،موريتانيا

سيد أحمد ولد باب ،موريتانيا