منظر التيار السلفي بموريتانيا يرفض الحوار مع الدولة
المجلسي: أنا بعيد عن التكفير ولست معنيا بمراجعات المعتقلين
سيد أحمد ولد باب 26-01-2010
وقال المجلسي الذي اعتقل بعد مقتل أربعة من الرعايا الفرنسيين بموريتانيا 2007 "لقد اعتقدت دوما أن سبيل الدعوة السلمية مثمر إلى حد كبير في هذه البلاد، وسرت عليه بعيدا عن التكفير والإرجاء والغلو والجفاء، ولقد اعتبرت نفسي دوما في ساحة دعوية، سلاحي الوحيد فيها الحجة والبرهان مراعيا لباقة الأسلوب وحسن العرض، وآخذا بالمقومات التي تجعل الدعوة أحظى بالقبول وأجدر لنيل المقصود، ولذلك التقيت بلجنة الأئمة والعلماء الداعين للحوار، وأحسنوا استقبالي، وبينت لهم مواقفي المعلومة وشرحت لهم منهجي في الدعوة، وكنت حريصا على أن لا ألقاهم مع أي مجموعة، وإنما بمفردي ومتحدثا عن نفسي، حتى تتبين لي الأمور، ويبقى التساؤل مطروحا، لماذا أُقحم ـ كحال ثلة من الشباب خالية ملفاتهم مما يدينهم ـ فيما يهدف للتخلي عن تهمة لا علاقة لي بها".
طالع: - بداية ساخنة للحوار الموريتاني مع معتقلي القاعدة - الحوارمع قاعدة موريتانيا..تفاؤل حكومي وتحفظ سلفي |
وأضاف: إنه ليس لي من جرم غير أنني من ضحايا عولمة الحرب على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب، والحقيقة أنني لست متصفا بما تتهمني به الدولة فأتمادى عليه أو أتراجع عنه".
وهذا نص الوثيقة :
"إن لكل ساع إلى تحقيق هدف معين، أدوات ووسائل يسعى من خلالها إلى تحقيق هدفه، والوصول إلى غايته، وهكذا فإن أداة الداعية الأولى ووسيلته المتقدمة على ما سواها من الوسائل هي الحوار، فهو الوسيلة الأولى للإقناع.
ذلك لأن الكلمة الطيبة هي سلاح الداعية الأول في تبليغ دعوته ونشر رسالته سواء في عرضها على الناس، أو في الدفاع عنها أمام المخالفين، قال سبحانه وتعالي "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين".
ولا شك أن كل حريص على الإسلام ونشره تتوق نفسه إلى سلم وأمن يتمكن فيهما من تحقيق هدفه في نشر الإسلام وبث تعاليمه.
لقد اعتقدت دوما أن سبيل الدعوة السلمية مثمر إلى حد كبير في هذه البلاد، وسرت عليه بعيدا عن التكفير والإرجاء والغلو والجفاء، ولقد اعتبرت نفسي دوما في ساحة دعوية سلاحي الوحيد فيها الحجة والبرهان مراعيا لباقة الأسلوب وحسن العرض، وآخذا بالمقومات التي تجعل الدعوة أحظى بالقبول وأجدر لنيل المقصود، ولذلك التقيت بلجنة الأئمة والعلماء الداعين للحوار، وأحسنوا استقبالي، وبينت لهم مواقفي المعلومة وشرحت لهم منهجي في الدعوة، وكنت حريصا على أن لا ألقاهم مع أي مجموعة، وإنما بمفردي ومتحدثا عن نفسي، حتى تتبين لي الأمور، ويبقى التساؤل مطروحا، لماذا أُقحم ـ كحال ثلة من الشباب خالية ملفاتهم مما يدينهم ـ فيما يهدف للتخلي عن تهمة لا علاقة لي بها.
لا أقبل المشاركة
|
محمد سالم المجلسي |
ولقد كان طبيعيا أن أتحفظ على مبادرة قام بها بعض زملائنا السجناء تتعلق بنشر بيان رأيت فيه بعض النقص، وأحاطت به حيثيات جعلتني لا أقبل المشاركة فيه ومن ذلك:
1 ـ أنه مجرد إبداء موقف، وهذا ما أبداه وعبر عنه بعض السجناء أكثر من مرة، وبطرق مختلفة.
2 ـ أنه جاء في وقت يعتبر التوقيع فيه عليه اعترافا ضمنيا بمزاولة العنف فيما قبل، والتراجع عنه اليوم، وهو ما وقع بالفعل، فقد عنونت بعض الصحف له بعناوين مثل "هل بدأت التراجعات؟"، وقد تكلم رئيس الدولة عنه فقال حين سؤل عنه، وقد وقع عليه آنذاك 5 ، "لا بد من اعترافهم بالخطأ وتوبتهم ثم بعد ذلك سننظر في الحوار معهم"، قالها في مؤتمر صحفي في روصو.
3 ـ أنه ليس في ذلك البيان مطلب ولو بإطلاق سراحنا ورفع الظلم عنا، فكلما فيه هو البراءة من التهم، وهذا قلناه للقضاة، أو اتباعنا للعلماء العاملين وحرصنا على أمن البلاد، وهذا أمر يخدم الدعوة إلى الخير، وهو معلوم عنا ضرورة.
4 ـ أنه لم يراع مستوى الملفات، بل جمع بين أنواعها وخلط بين أهلها، سواء في ذلك أهم التهم الخطيرة جدا، وأهل التهم الخفيفة، فلماذا يتكلف البريء في توريط نفسه في أمر كهذا، وما يدرينا ـ ونحن جميعا متهمون ـ بصحة التهم من بطلانها، ولماذا يثبت البعض على نفسه تهمة لم يقم بها أصلا حتى يتراجع عنها، إذا أراد البعض التراجع تماشيا مع تهمته.
5 ـ أنه لم يأت على ذكر بعض ما تعرضنا له من الظلم والأذى، وما تلقيناه من ألوان الإهانة وألوان العذاب، وهاهنا تسكب العبرات ويتقطع الفؤاد أسى، فقد فجعت الأمهات والأخوات، وضاعت الأعوام وازدادت المآسي والأوجاع بتشويهنا والافتراء علينا، ومصادرة رأينا، ومن صودر حقه في التعبير وقيدت حريته فقد صودر أسمى معاني إنسانيته.
6 ـ أنه لم يأت على ذكر الأمر الذي سجنت عليه والمبدأ الذي انطلقت منه، ألا وهو الدعوة إلى الله، حتى يقام شرع الله في أرض الله، فإن مما تنفطر له الأكباد وتتقطع له الأجساد، تغييب شرع الله عن أمور الحكم في هذا البلد الطيب، فغابت حقيقة الإمامة التي هي حراسة الدين، وسياسة أمور الدنيا بالدين، فكان الوهن والانهزام وظهور الفساد وانتشار المنكرات نتيجة منطقية لذلك، هذا فضلا عن اتباع الكفار في سننهم وغياب التميز الإسلامي وولوج باب العولمة وما فيها من تحديات من ضمنها الحرب على المناهج الإسلامية الأصيلة.
7 ـ غياب طلب استعادتنا لحريتنا في ممارسة الدعوة في المساجد وغيرها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر الخير وقول الحق بأليق الأساليب وأحسن السبل.
ضرورة تحكيم شرع الله
لقد كان من المهم اعتبار هذه الأمور في بيان وجد زخما إعلاميا أكبر من مضمونه، وقد سألني الأئمة والعلماء المحاورون عن مآخذي على الدولة، فذكرت لهم ضرورة تحكيم شرع الله كله، وحراسة الدين وصيانة الشخصية الإسلامية والحفاظ عليها من لوثة الحضارة الزائفة والتبعية العمياء للكافرين، وغير ذلك، وأن سبيلي في الإصلاح المرجو هو الدعوة بالكلمة متخذا أساليب الإقناع التي تخاطب العقل وتلامس العاطفة.
واليوم ظهر تباين في مواقف السجناء، فالأغلبية لم تأخذ ولم تذكر أي مآخذ ولا أي خلاف مع الدولة، وإنما قالت إنها متبعة لما يقول العلماء وليس لها رأي مع رأيهم، وهي تلقي عليها محاضرات مليئة بروح فضل الرجوع عن الخطأ وإتباع الحق، وهذا ما خشيه البعض ممن لم يتلبس بتهمة.
أما الطائفة الأخرى فمنها أفراد يتبنون منهج التغيير بالقوة، ولا ينكرون ذلك، ولعلهم هم المعنيون بالحوار ، أما الأفراد الباقون فإن كل واحد منهم يمثل نفسه ويتحدث عنها بنفسه، وأنا من هؤلاء، عندي انتقادات ومآخذ كثيرة على الدولة، بل وعلى بعض علمائها، ومنهم مشاركون في الحوار جعلني لا أكون من الطائفة الأولى، كما أن لي منهجا في التغيير والإصلاح هو خط الدعوة السلمي، جعلني لا أكون من الطائفة الأخرى.
وإن كنت متهما اليوم بالتطرف والغلو فقد اتهم به كثير من الدعاة والأئمة بل العلماء في عهود ماضية، وشُوهوا في وسائل الإعلام وأُلبت الآراء العامة ضدهم، وهؤلاء العلماء والدعاة منهم اليوم أعضاء في لجنة الحوار ، وقد كانوا مظلومين، بل ظلمهم أيضا آنذاك علماء وهم معهم في لجنة الحوار.
إنه ليس لي من جرم غير أنني من ضحايا عولمة الحرب على الإسلام باسم الحرب على الإرهاب، والحقيقة أنني لست متصفا بما تتهمني به الدولة فأتمادى عليه أو أتراجع عنه، والله المستعان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق