| أبرز الرؤساء الأحياء في موريتانيا | نواكشوط - الخميس المقبل لن يحتفل الموريتانيون فقط بالانتقال السلمي للسلطة من العسكر إلى الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله، بل سيكونون أيضا على موعد مع اعتلاء قمة الرؤساء الأحياء على مستوى العالم التي تتصدرها منذ بضعة أشهر دولة عربية أخرى بالمغرب العربي هي الجزائر، ليضاف بذلك لقب جديد إلى بلد "المليون شاعر". ويوجد في الجزائر حاليا خمسة رؤساء أحياء يقيمون جميعا في بلادهم، غير أنه مع تولي ولد الشيخ رئاسة موريتانيا بعد أيام قليلة سيصبح لهذا البلد ستة رؤساء أحياء، يقيم خمسة منهم بموريتانيا في حين يعيش الرئيس السادس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع في قطر بانتظار السماح له بالعودة إلى بلاده، وهو ما أجمعت عليه القوى السياسية باستثناء شريحة "الزنوج". وتشير أوساط سياسية موريتانية إلى أنه في ضوء التوقعات بتعديل الدستور الجزائري هذا العام بما يتيح للرئيس عبد العزيز بوتفليقة البقاء في الحكم لولاية ثالثة، وبالنظر إلى أن رئيس موريتانيا المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله (70 عاما) لن يكون بإمكانه الترشح لولاية ثانية حيث يحظر الدستور الموريتاني ذلك على كل موريتاني تخطى الـ75 عاما، فإن موريتانيا مرشحة بقوة للبقاء على قمة الرؤساء الأحياء لسنوات عديدة. ورؤساء موريتانيا الأحياء هم: 1 - العقيد المصطفى ولد محمد السالك وهو ضابط حكم البلاد عامي 1978 و1979 بوصفه رئيس اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني التي قامت بالانقلاب على الرئيس الأسبق مختار ولد داداه واستقال تحت ضغط من زملائه في الجيش تاركا مكانه لرئيس جديد، ويقيم الآن في العاصمة نواكشوط. 2 - العقيد محمد محمود ولد لولي (1979-1980) لم يدم حكمه أيضا إلا لأشهر قبل أن يقرر قادة الجيش تنحيته عن الحكم دون اعتقاله تاركا مكانه لرفيق دربه وقائد أركان الجيش ساعتها محمد خونه ولد هيداله. 3 - العقيد محمد خونه ولد هيداله (1980- 1984) وشهدت فترة حكمه إلغاء الرق وتطبيقه لبعض أحكام الشريعة الإسلامية، وأطيح به في انقلاب عسكري سنة 1984 بتدبير من قائد أركان الجيش وقتها العقيد معاوية ولد الطايع، وعاد ولد هيداله إلى حياة البادية بين الرعاة والأحياء المتنقلة تاركا السياسة وأجواءها قبل العودة إليها في انتخابات سنة 2003 مدعوما من قبل الإسلاميين ليحل في المرتبة الثانية بعد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع، وهو ما دفع الأخير إلى اعتقاله ومحاكمته بعيد الانتخابات. 4 - العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع (1984- 2005) استولى على السلطة في 12/12/1984 إثر انقلابه الأبيض على سلفه حين كان خارج الوطن لحضور إحدى قمم الفرانكوفونية، وهو صاحب أطول مدة حكم من بين الرؤساء الموريتانيين، وفاز في عدة انتخابات رئاسية وصفت نتائجها بالمزورة من قبل المعارضة قبل أن يطيح به العسكر في انقلاب 3 أغسطس 2005 بينما كان في السعودية للتعزية في الملك الراحل فهد بن عبد العزيز. 5 - العقيد إعلي ولد محمد فال (2005 - 2007) رئيس المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الحاكم الذي قاد انقلاب أغسطس 2005 وتعهد فور توليه الحكم بإعادة السلطة للمدنيين خلال 19 شهرا من خلال عملية سياسية انتهت في 11 مارس 2007 بانتخابات رئاسية، كانت الأكثر شفافية ونزاهة في تاريخ موريتانيا، كما أجمع المراقبون لها. يستعد الآن للعودة إلى داره في العاصمة نواكشوط، بينما يستعد خلفه المنتخب لتولي مقاليد الحكم في البلاد في التاسع عشر من إبريل 2007 ليكون بذلك أول رئيس مدني يصل إلى السلطة من خارجها. 6- سيدي ولد الشيخ عبد الله، وزير سابق، عمل خبيرا في عدة منظمات دولية قبل العودة إلى بلاده إثر انقلاب 2005 على الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع ليترشح بعد ذلك ويفوز في الجولة الثانية من الانتخابات بفترة رئاسة مدتها خمس سنوات. رغم الشوائب.. حالة ديمقراطية ويرى مراقبون مستقلون أن التنافس الجزائري الموريتاني على أكثر الرؤساء الأحياء في العالم لا تمثل دليلا على مشهد ديمقراطي كامل طوال العقود الماضية، بالنظر إلى أن الرؤساء الجزائريين الخمسة الأحياء والرؤساء الموريتانيين الستة لم يتولوا جميعًا الرئاسة عبر التداول السلمي للسلطة، بل عن طريق انقلابات عسكرية في أغلب الأحيان. غير أنهم يشيرون في الوقت نفسه إلى أن "الحالتين الجزائرية والموريتانية" تبقيان متقدمتين من ناحية الديمقراطية على المستوى العربي، خصوصًا إذا ما قورنتا بالمشهد في المشرق العربي وفي المرحلة الراهنة التي اعتاد فيها المواطن العربي على سماع الحديث عن مشاريع لتوريث الحكم في أكثر من جمهورية عربية. كما أن معظم الحكام والرؤساء العرب من مصر إلى تونس إلى سوريا لم يصدقوا في وعودهم التي سبق أن أطلقوها بعدم البقاء في السلطة لأكثر من فترة رئاسية أو فترتين، في الوقت الذي وفَّى الرئيس الموريتاني ولد فال بوعده. وفى هذا السياق، يعلق الباحث السياسي والاجتماعي سيدي ولد سيد أحمد البكاي على تصدر بلاده قمة الرؤساء الأحياء قائلا: " نحن فخورون بما حققته موريتانيا من تطور سريع خلال الفترة الماضية ولا توجد لدينا مشكلة إن كان سبب تعدد الرؤساء في موريتانيا الانقلابات العسكرية، المهم ما وصلنا إليه الآن وهو التداول السلمي على السلطة عن طريق الانتخابات والاحتكام إلى صناديق الاقتراع في مشهد ديمقراطي رائع".. وأعرب البكاي في تصريح لإسلام أون لاين.نت عن أمله في أن تتوسع المسيرة الديمقراطية في العالم العربي لكي يحتفظ دوما بقمة الرؤساء الأحياء. وانتقلت قمة الرؤساء الأحياء لأول مرة إلى بلد عربي –الجزائر- بعد وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد في ديسمبر 2006، لينخفض رصيد الولايات المتحدة من الرؤساء الأحياء إلى أربعة (جورج بوش الأب، والابن، وجيمي كارتر، وبيل كلينتون) مقابل خمسة للجزائر، هم عبد العزيز بوتفليقة (70 عاما)، وأحمد بن بلة (89 عاما)، وعلي كافي (79 عاما)، والشاذلي بن جديد (78 عاما)، والأمين زروال (66 عاما).
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق