الجلسة الأولى تشهد خلافات حاد بين "الجهاديين "
بداية ساخنة للحوار الموريتاني مع معتقلي القاعدة
سيد أحمد ولد باب 19-01-2010
وتعهد وزير الشئون الإسلامية أحمد ولد النين، والذي أشرف على الحوار داخل قاعة أعدت بسجن موريتانيا المركزي، بحوار موسع مع المعتقلين بهدف وضع حد للملف الذي بات يهدد السلم الاجتماعي بموريتانيا، وبغية دمج كل أبناء الوطن دون تفرقة ضمن مشروع واحد، يهدف إلى تعزيز التنمية بالبلاد والالتحاق بركب التنمية كما يقول.
وقال ولد النين الذي كان محاطا بلجنة من كبار العلماء بالبلد، إن الدولة مع انتهاجها للخيار الأمني كأساس لضمان حوزتها الترابية تهدف إلى فتح حوار جاد مع كل الأطراف بالتي هي أحسن ضمن أسس ومقتضيات الشريعة الإسلامية التي تعتبر المرجع الأساسي لكل الموريتانيين.
وقال أحمد ولد النين إن العلماء سيجلسون للحوار مع المعتقلين داخل السجن المركزي لثلاثة أيام من أجل نقاش القضايا الرئيسية المطروحة على أمل التوصل إلى مراجعات فكرية تكون أساسا لحل الملف الذي يوليه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز كل الاهتمام كغيره من قضايا الوطن، ويرغب في أن يجد لها حلا وفق الرؤية الوطنية العامة التي أكد عليها خلال كل مشاوراته مع القوى السياسية الرئيسية في البلاد، والتي كان آخرها تصريح أدلى به أمس.
ضمانات لنجاح الحوار
لكن تصريحات ولد النين سبقتها تصريحات متشنجة من القيادي السلفي الخديم ولد السمان الذي تقدمه الأجهزة الأمنية كقائد لفرع القاعدة بموريتانيا أعرب فيها عن استعداد زملائه للحوار، لكنه طالب بضمانات واضحة وصريحة من السلطات الموريتانية، منها أن تكون الجلسات مفتوحة أمام الصحفيين، خوفا من أن تكتفي الجهات الأمنية الممسكة بالملف ببعض التصريحات الإعلامية من هنا وهنالك، مدعية أن البعض رفض الحوار، ومنها إعراب الأطراف المشرفة عليه عن استعدادها لاتباع ما أسماه أدلة المعتقلين الشرعية إن اتضح أنها هي التي تعتمد على كتاب الله وسنة رسوله.
وقال الخديم ولد السمان بأن الأمة الإسلامية معنية بمعرفة ما يجري، وإن السلطات مطالبة بالسماح للإعلاميين بنقل تفاصيله قائلا: "كل علماء البلد من صوفيين وسلفيين وإخوان موجودون الآن، وقد ادعوا بأننا جهلة ولسنا على علم بالشريعة، كما قال بعضهم في جلسة قصر المؤامرات (قصر المؤتمرات)، ونحن على الاستعداد لنسمع منهم حججهم في إبطال الجهاد وحمل السيف ضد الكفار والأدلة التي يحرمون بها قتال الحكومة الحالية الكافرة (وفق تعبيره)، هذا ما نريد أن نسمعه منهم، ولدينا حججنا وعليهم اتباعها إن اتضح لهم أنها الحقيقة"!!
وخاطب العلماء بالقول: "رأينا الشعارات التي تحملون ولدينا شعاراتنا التي نعتز بها، والتي نرفعها في تنظيم القاعدة، وهي فرصة لنتحاور ونعرف أينا أهدى، وعلى الآخر الاستغفار والتوبة والعودة عن الضلال ونهج الخاسرين".
خلاف بين السلفيين
الخديم يرفع لافتة مكتوب عليها "تتنظيم القاعدة" |
الجلسة الأولى الافتتاحية للحوار مع المعتقلين السلفيين شهدت خلافا حادا في وجهات النظر بين عناصر التيار السلفي المعتقلين بتهمة الانتماء للقاعدة وحمل السلاح على الدولة فيما بينهم، ولم يستطع المعتقلون التكتم على الخلافات التي انفجرت في شكل مشادات كلامية أمام الإعلاميين.
ففي الوقت الذي كان فيه الخديم ولد السمان يطرح شروطه اختار عبد الله ولد سيديا، وهو مطلوب سابق للعربية السعودية، ومعتقل بتهمة التخطيط لعمليات داخل البلاد والانتماء للقاعدة، أن يتحدث باسم مجموعة من السلفيين سماها بمجموعة "47 سلفيا" الموقعة على بيان دعوة الحوار، معربا عن ارتياحه للخطوة، ومشيدا بموقف العلماء الموريتانيين، وبتوجهات النظام الجديد، ورافضا التصريحات التي أطلقها الخديم ولد السمان أمير التنظيم المزعوم، قائلا بأنه لا يمثل إلا نفسه وبعض العناصر القليلة معه.
وقال عبد الله ولد سيديا للصحفيين الذين احتشدوا داخل السجن المركزي إن الحوار فرصة طيبة، وإن جهود العلماء تذكر فتشكر، وإن عناصر التيار السلفي المعتقلين حاليا مستعدون للحوار، وانتهاء الملف، مكررا رفضه تصريحات الخديم التي أطلقها قبل انطلاق الحوار.
لكن القيادي السلفي الخديم ولد السمان عاد وانتزع الكلام رغم الضغوط التي مارسها عناصر الحرس الموريتاني على المصورين قائلا إنه يتكلم باسم الذين رفعوا السلاح لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله والمقتنعين بالجهاد وأحكامه وكفر الأنظمة الحالية، ولم يتكلم باسم المخذلين، في إشارة إلى عبد الله ولد سيديا ورفاقه من السلفيين الرافضين العنف.
وقد كان لافتا أن تصريحات الخديم الأولى كانت معززة بموقف من سيدي ولد سيدينا المتهم في عملية اغتيال الرعايا الفرنسيين سنة 2007 الذي وقف من مكانه، وذهب إلى المنصة؛ حيث كان القيادي السلفي الخديم ولد السمان يتحدث ويستعرض شعار تنظيم القاعدة، وقد أعرب ولد سيدينا عن تأييده تلك الأفكار التي أطلقها زعيم التنظيم المعتقل.
وقد كان الخديم طيلة حديث الوزير منصتا ومنهمكا في تسجيل بعض النقاط ربما للرد عليها في وقت لاحق بينما ظل رفيقاه في رحلة المطاردة والمواجهة، سيدي ولد سيدينا، ومعروف ولد الهيبه، منشغلين بالحديث الجانبي وتوزيع بعض الابتسامات الساخرة من وقت لآخر وسط حراسة أمنية مشددة.
وكانت السلطات الموريتانية قد شكلت لجنة من العلماء بقيادة العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وبعضوية كبار علماء البلد للحوار مع المعتقلين السلفيين الموجودين بالسجن المركزي بنواكشوط من أجل وضع حد للملف الأمني الذي أرق السلطات الأمنية وسط توقعات تفيد بإمكانية الإفراج عن العشرات من المعتقلين حاليا بعد انتهاء الحوار.
Read more: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1262372468166&pagename=Islamyoun%2FIYALayout#ixzz0kualrDyD
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق