قال مصدر حكومي رفيع لـ"الإسلاميون نت" بموريتانيا إن السلطات الموريتانية أعادت تشكيل وفدها المحاور للمعتقلين السلفيين بعد دراسة شاملة للنتائج التي خلفتها الجولة الأولى والثانية من الحوار مع المعتقلين السلفيين أنفسهم والملاحظات والانتقادات التي صاحبت تشكيل لجنة العلماء بعد ورود أسماء لا تحظى بالقبول لدى الشارع الموريتاني بشكل عام لأجل الحوار مع حاملي السلاح للإطاحة بالأنظمة والخارجين علي ما تواضع عليه المجتمع من قيم وأعراف.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن القرار اتخذ في اجتماع عقد الأحد 31 يناير 2010 بوزارة الشؤون الإسلامية بين وفد العلماء المفاوض واللجنة الوزارية المشتركة التي أقرتها الحكومة لمتابعة الحوار وضمت كلا من وزير العدل والداخلية والشؤون الإسلامية.
أوجه جديدة لجولة جديدة
ويقول المصدر إن النقاش أستمر لساعات وإن المشاركين فيه خرجوا بقرار نهائي يقضي باستبعاد كل الأوجه التي سايرت أو ساندت الأنظمة السابقة أو شاركت من قريب أو بعيد في الحرب الكلامية التي خاضتها الجهات الحكومية ضد معتقلي التيار الإسلامي خلال سنوات الإضراب التي أعقبت اعتقالات 2003 إبان حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع.
وقد تم في نهاية الإجماع تشكيل لجنة ثلاثية لمتابعة الحوار في جولته الثالثة وربما الأخيرة بقيادة عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا الشيخ محمد الحسن ولد الددو وبعضوية مستشار الرئيس الموريتاني العالم محمد المختار ولد أمباله والفقيه أحمد مزيد ولد عبد الحق الذي يحسب ضمن قائمة العلماء السلفيين وإن كانت مواقفه تختلف عن مواقف المجموعة التي ارتبطت تنظيميا وفكريا بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتي يعتقل أغلب عناصرها بسجن نواكشوط المركزي الآن.
وتقول مصادر "الإسلاميون نت بموريتانيا إن اللجنة الجديدة قد بدأت فعلا أولى جلسات الحوار الجدي مع المعتقلين السلفيين ودخلت في تفاصيل النقاط المثارة لدى الشبان المحسوبين علي القاعدة والمتعلقة أساسا ببعض إشكاليات العقيدة والتعامل مع الأنظمة الحاكمة بديار الإسلام وأحكام الردة وضوابط الجهاد في سبيل الله.
حوار داخلي قبل التفاوض
من جهة ثانية تعالت أصوات من داخل التيار السلفي تنتقد الحوار القائم حاليا مع المعتقلين وتصفه بغير المجدي وغير المقنع لعناصر التيار في الداخل والخارج.
أحمد ولد هيين |
أولي التصريحات المنتقدة للحوار جاءت من القيادي بالتيار السلفي أحمد ولد هيين الذي وصف الحوار بغير المقنع قائلا "كان من الأولى أن يسمح للسلفيين بالاجتماع دون تدخل من أسماهم بالفروعيين أو الصوفيين، وعقد مؤتمر مستقل خاص بهم تناقش فيه المواضيع نقاشا علميا يشفي الغليل ويحقق المناط، فيخرج المؤتمر بنهج موحد لخدمة دين الله عز وجل في هذه البلاد، وسيكون أكثر تأثيرا ومصداقية، وإلزاما للجميع في الداخل والخارج".
وأنتقد ولد هيين الموجود حاليا خارج البلاد في مقابلة نشرتها يومية "أخبار نواكشوط" المستقلة تصرفات القيادي بالتيار السلفي الخديم ولد السمان خلال جلسات الحوار قائلا إن القميص الذي رفعه خلال الحوار وعليه قنابل لا يعبر عن المسلمين بما فيهم القاعدة، فالمسلمون قاطبة شعارهم لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما رفع كان من الحماس الخارج على النصوص الشرعية".
كما انتقد عمليات الاختطاف التي تعرض لها عدد من الرعايا الغربيين على الأراضي الموريتانية قائلا "أؤكد لكم مرة أخرى أن من دخل من غير المسلمين بلاد المسلمين كسائح عن طريق حصوله على الفيزا أو تأشيرة الدخول، أو غير ذلك من أنواع الدعوات التي توجه عادة من أهل البلد المسلمين لمن هم خارجها من غير المسلمين فهو آمن آمن آمن.. قد حَرُم دمه وماله و ترويعه أو التعرض له بشيء من أنواع الأذى والاعتداء، وأيما اعتداء عليه وعلى حرماته وإن قل فهو غدر بالأمان، ونقض للعهد".
كما وصف ولد مولود هجوم قاضي إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة "أبو أنس الشنقيطي"، على جمعية البر للتربية والإصلاح التي أسسها بعض شيوخ السلفية العلمية في موريتانيا، نوعا "من اللمز والطعن لا ينبغي أن يصدر ممن يرى أنه يدافع عن بيضة الإسلام"، وانتقد ما أسماه تولية القاعدة لشباب لم يبلغوا النصاب في العلم، القضاء الشرعي، واعتبره أمرا خاطئا ومنزلقا خطيرا.
Read more: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1264249929544&pagename=Islamyoun%2FIYALayout#ixzz0kuZvfEPY
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق