شكل اقدام السلطات الأمنية الموريتانية علي اعتقال الصحفي "أبو العباس ولد أبراهام" وحجب موقع تقدمي الإخباري عنوان مواجهة جديدة في موريتانيا ألهمت حماس المعارضين لحكم الجيش وأحرجت الممسكين بالسلطة لكن الإشارات الإيجابية التي صدرت أمس الثلاثاء 17-3-2009 من وزير الإعلام الموريتاني السابق والوزير المستشار حاليا برئاسة المجلس العسكري بخصوص الأزمة مهدت لحل القضية।فإعلان الحكومة وعلى لسان أبرز المقربين من الجنرال محمد ولد عبد العزيز اعتذارها عن قمع الشرطة للصحفيين المتظاهرين وتعهدها بفتح المجال واسعا أمام الحريات الإعلامية وإعرابها عن الإستعداد المبدئي لفتح وسائل الإعلام الرسمية أمام الطيف السياسي بما في ذلك الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة للإنقلاب كلها أمور عززت أفاق التوصل إلي تسوية قد تكون الأولى من نوعها في البلاد।مبادرة الصحفيين : الحوار بدل المواجهةدعوة مستشار رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز لهدنة اعلامية بين الأطراف السياسية المتصارعة أشفعت اليوم بإعلان هو الأهم من قبل الصحفيين المناهضين لأي تحرك باتجاه قمع الحريات العامة في موريتانيا.فقد أعلن رئيس مبادرة الدفاع عن الصحفيين محمد عبد الله ولد ممين أنه تم تحويل الوقفة التضامنية التي كانت مقررة اليوم الأربعاء 18-3-2009 أمام وزارة الإعلام الموريتانية إلى لقاء مباشر تم بين وزير الإعلام ومجموعة من الصحفيين لبحث موضوع إلإفراج عن الصحفيين المعتقلين هما أبو العباس وعبد الفتاح ولد اعبيدن ورفع الحجب عن موقع "تقدمي". وأكد ولد ممين في تصريح لصحيفة "صحراء ميديا "الإلكترونية أن القرار جاء بعد أن أبدت وزارة الإعلام استعدادها للتعاون معهم في هذا الإطار وتعهدت ببذل كل الجهود لتسوية هذه المشاكل وعدم تكرارها مستقبلا.وأوضح ولد ممين وهو أحد الصحفيين الناشطين في مجال الدفاع عن حريات الإعلاميين بموريتانيا أن المبادرة تلقت مؤشرات خلال حديثها مع كبار المسؤولين في وزارة الإعلام على استعداد الوزارة للتعاون من أجل الإفراج عن الزميل أبو العباس ورفع الحجب عن موقعه، وفي المقابل ابدت المبادرة كذلك رفضها لأي مساس بمهنة الصحافة سواء كان عن طريق القذف أو التجريح ،فيما تؤكد وقوفها إلى جانب كل الزملاء والعاملين في هذا الحقل وهو ما دعا إليه المستشار برئاسة المجلس الأعلى للدولة أمس الثلاثاء صراحة أمام حشد من الإعلاميين.ورغم أن الحدث هو الأول من نوعه في موريتانيا حيث تعلن جهة ما تحويل مظاهرة احتجاجية إلى حوار ودي فإن للأمر مغزاه خصوصا اذا تكلل بالإفراج عن مدير يومية الأقصى المعتقل منذ شهور عبد الفتاح ولد أعبيدنا والمدان في قضايا نشر من قبل المحكمة العليا في البلاد وهو ما يعزز فرضية صدور عفو عام عنه من قبل الرئيس الحاكم حاليا.لماذا تنحي السلطة أمام الإعلاميين؟تعاطي السلطات الموريتانية مع ملف الإعلام والإعتقالات التي تطال الإعلاميين كان لافتا خلال اليومين الآخرين إلى درجة دفعت البعض إلى القول أن الحركة الاحتجاجية الأخيرة دفعت السلطة العسكرية الحاكمة إلي الإنحاء أمام الإعلاميين وهو أمر تعزز بفعل الاعتذار الذي قدم من قبل رئيس المجلس العسكري الحاكم لكن للأمر مبرراته كما يقول خبراء محليون.فالوضع القائم في موريتانيا حاليا منذ السادس من آب 2008 والضجة الإعلامية الكبيرة التي أحدثها الإعتقال ودخول الرئيس المعزول سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله على الخط متهما العسكريين بانهم باتوا يشكلون خطرا على الحريات الإعلامية في موريتانيا وإنهم بصدد إكمال انقلابهم على الدستور بعد خلع الرئيس المنتخب وذلك بحجب المواقع الإلكترونية واعتقال محرريها والتذكير بالأيام التي قضاها في الحكم ضمنيا دون مضايقة كلها أمور أحرجت الحكام الجدد لموريتانيا ودفعت بهم إلى البحث عن مخرج من أزمة يبدو أنهم لم يكونوا بصدد فتحها علي الأقل في الوقت الراهن.ولم يتأخر زعيم المعارضة الموريتانية السيد أحمد ولد داداه عن الزج بحزبه في أتون معركة انتخابية سابقة لأوانها منددا بما أسماه التصرفات الغريبة والتي تذكر بحق الديكتاتورية التي عاشتها موريتانيا نهاية القرن الماضي.وقال بيان صادر عن حزب تكتل القوي الديمقراطية أمس الثلاثاء 17-3-2009 إن الحزب يدين بشدة اعتقال الصحفي ابو العباس ولد برهام، وحجب موقع تقدمي" معتبرا أن هذا التصرف يذكر "بالمراحل المظلمة من الديكتاتورية التي حسبنا زوالها منذ أمد".وقال الحزب في بيانه "تلقينا بكل استنكار نبأ توقيف الكاتب الصحفي أبوالعباس ولد ابرهام من طرف السلطات الأمنية على خلفية كتابة مقال صحفي وكذلك حجب موقع صحيفة تقدمي الالكتروني اليوم الاثنين 16مارس 2009 ".ووجه الحزب نداءا ملحا للرأي العام والقوى السياسية الوطنية ولجميع المخلصين الغيورين على البلد، العمل يدا بيد لمنع أي انزلاق يؤدي حتما إلى تفاقم الأزمة القائمة في البلد.اصرار على الخط ووقوف في وجه القرار إدارة صحيفة تقدمي من جهتها أصدرت اليوم الأربعاء 18-3-2009 بيانا دانت فيه بشدة حجبها عن القراء في موريتانيا وتهم وكيل النيابة واعتبرت الإجراء وما صاحبه من اعتقال وقمع للصحفيين تحول خطير في الحريات العامة بموريتانيا "ينذر بدخول مرحلة يائسة بدأت ملامحها ترتسم بوضوح، كان الجميع يعتقد أن زمنها قد ولى إلى الأبد".وأعربت الصحيفة عن خيبة أملها تجاه التهم الجزاف التي اطلقها وكيل النيابة قائلة إنها كانت تتمني أن يحيل السيد وكيل الجمهورية إلى وقائع واضحة تتحدث عن ما أراد أن يصفها به كما ينبغي لمن هو في موقعه لا أن ينقل انطباعه الخاص عن موقع رأي لم يخلق من أجل إرضاء خاطره بالضرورة.وقد تكللت جهود الإعلاميين الموريتانيين بما نقلته مصادر قضائية بأن السلطات الأمنية تلقت أمرا بالإفراج عن الصحفي الموريتاني المعتقل أبو العباس ولد ابراهام كما قررت النيابة رفع الحظر عن صحيفة تقدمي الإلكترونية.
سيد أحمد ولد باب _ منصات
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق